السمات التجديدية في البحث الرجالي عند الإمامية (ق 11-12 هـ)‎

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، حبيب الله العالمين، أبي القاسم محمد، وعلى آله الغرر الدرر الميامين، وأصحابه المنتجبين.

أما بعد: أن من يطالع الموسوعات الرجالية المرحلة القرنين الهجريين الحادي والثاني عشر لا يكاد يغادرها حتى يتلمس تلك السمات التجديدية التي كان قد عمل عليها أصحاب تلك الموسوعات، الأمر الذي يجعل القارئ لتلك المدونات يقر مذعنا بأهمية ذلك العمل الذي قام به أصحاب تلك المدونات الرجالية، إذ أن أصحاب الموسوعات الرجالية كانوا قد هضموا المادة الرجالية التي سطرها أصحاب المصادر الرجالية الأولية ومن ثم قاموا بعملية إعادة لتلك المادة التي كان قد تعب بجمعها رجالات المرحلة الأولى معتمدين عليها في تقويم الرواة وبيان حالهم، فضلا عن بيان حال مدونات تلك المرحلة المفقود منها والموجود وذكر الطرق الموصلة إليها، أن مقارنة تلك الموسوعات الرجالية على سعتها وشمولها مع المصادر الأولية لعلم الرجال مع فقرها وصغر حجمها يحتم علينا القول بتطور البحث الرجالي عبر العصور تطورا ملحوظا لا يكاد يختلف اثنان على حقيقة ذلك، ونحاول هنا الإشارة إلى أهم تلك السمات التجديدية التي رافقت تلك المدونات انطلاقا من المادة الموجودة والمنهج المتبع وظروف المرحلة إلى غيرها من الأمور، ونحاول في بحثنا هذا رصد تلك السمات التجديدية عبر الإشارة إليها وتحليلها وذلك من خلال مراجعة تلك المدونات الرجالية وما احتوت عليه من مادة من خلال منهجي الاستقراء والاستنباط، وذلك عبر بيان مجموعة من النقاط منها: 1- المراحل التاريخية للبحث الرجالي عند الشيعة 2- السمات التجديدية على مستوى التقعيد الرجالي 3- السمات التجديدية على مستوى التصنيف وترتيب المصادر