تفسير قوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)‎ (سورة النحل: 98)‎ الطيب محمد بن كيران الفاسي المغربي (ت : 1227ه)‎

الملخص AR

الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين, واللّعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

وبعدُ: إنّ القرآن الكريم هو مصدر الاوّل للشريعة الإلهيّة, والرسالة الأخيرة لجميع النّاس, وخلاصة الرسالات الإلهيّة, فكان القرآن الثقل الأكبر للشريعة السمحاء, فقد تعامل معه المسلمون على مرّ العصور بكلّ ألوانه واشكالياته.

فكان القرآن ولا زال المحور الذي تلتف حوله الأمّة؛ ليجمعها شرقًا وغربًا على اختلاف مللهم وتوجهاتهم الفكريّة والعقليّة, فإذا ما تفرقت السبل اجتمعت بالقرآن, ويهديها نحو الطريق القويم, لقوله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا, (سورة الإسراء: 9).

من هنا نُشير أنّ اهتام المغاربة بجميع العلوم الدينيّة وعلى وجه الخصوص القرآن الكريم بشكل واسع، لكن تآليفهم في التفسير قليلة, وقد عاملوا هذا العلم بنوع من الحذر, ولا نكاد نجد إلّا القليل ممّن سمت عزائمهم إلى الخوض فيه, ولمْ يعتن المغاربة كثير الاعتناء بالإمعان في هذا المجال من الناحية التفسيريّة, لكنّنا نجد أنّهم يعتنون من الناحية الإعرابيّة والنحويّة, واللغويّة ...

إلى غير ذلك.

ومن بين مفسرينا نجد (الطيب محمّد بن كيران) الذي أدلى بدلوه في هذا الميدان, من خلال كتب التراجم التي ذكرته أنّ له دور كبير في تفسير القرآن الكريم.