صحيح صحف الصحابة : دراسة وصفية تحليلة

الملخص AR

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله  أمـــــــا بعـــــــــــــــــــــــــــــــــد: فإن الله سبحانه تعالى قد تكفل بقوله: ٱ ٱ لي ما مم نر نز نم نن [الحجر: ٩] و هذا يشمل حفظه في الصدور وفي السطور، كما يشمل حفظ شرائعه و شعائره إلى يوم القيامة.

و سخر لحفظه أئمة ثقات، بذلوا أنفسهم في تصحيح حروفه و إتقانه، و تلقوه من النبي- صلى الله عليه و سلم- حرفا حرفا، لم يهملوا منه حركة و لا سكونا، و لا إثباتا و لا حذفا، و بلغوه من بعدهم كما تلقوه من في رسول الله- صلى الله عليه و سلم.

وقد اعتنى صحابة رسول الله بكتاب الله عناية فائقة، و ما جمع القرآن في عهدي أبي بكر الصديق و عثمان بن عفان رضي الله عنهما إلا دليلا واضحا على ذلك.

و معلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم كتبوا ما سمعوه من في رسول الله عندما كان يتنزل الوحي عليه، على ما يتوفر من أدوات الكتابة حينها، و كان لبعضهم مصحفا خاصا بهم، و هذه المصاحف أتلفت بعد جمع عثمان للمصاحف ولم يبق منها شيئا، و الباقي من هذه الصحف روايات و آثار جاءت بها كتب القراءة و علوم القرآن و التفاسير.

و هذا البحث قائم على ما صح نسبته من مصاحف الصحابة، جامعا قراءتهم لتلك الأحرف، مبينا ما ثبت و ما صح منها، و الله أسال الإعانة و التوفيق.