شعرية الانزياح التركيبي لبنية التقديم و التأخير في الشعر الصوفي

الملخص AR

المقدمة: , أدبي ما ٌ الشعرية التي يتسم بها نص ّ إن عزى إلى خصائص ُ ت ه الفنية التي تنتقل به من مستوى اللغة المقتصر على التوصيل والاخبار إلى الايحاء والتأثير , ومما لاشك فيه أن الانزياحات على مستوياتها كافة تشكل السبل التي تؤسس لمفهوم الشعرية , وتوشحه بالإطار الأدبي الفني , كون الانزياح يحطم اللغة العادية ويخلق لغة سامية شع رية على أنقاضها .

ويعد الانزياح على مستوى التركيب أحد أهم الوسائل التي يعمد إليها المبدع لضرب أستار اللغة القائمة على المواضعة , فالمبدع عند تكوينه لجملة لغوية يقوم بعمليتين متكاملتين , الأولى قائمة على الاختيار في مفردات مخزونه اللغوي , والثانية تعتمد التنظيم لما أختاره , بما يلائم النسق الذي يدور فيه الكلام , فاللغة لها نظامها الذي اً ردا قائم ّ يحكمها , الذي يعتمد نظاما مط على تجاور المسند للمسند إليه , فالخبر يجاور المبتدأ , والفاعل يجاور الفعل والمفعول به ...

الخ ويحكم نظام اللغة هذا الاطارد , أما المبدع فلا يلجأ إلى هذا راد , بل يسعى لكسره وينتهك تلك ّ الاط القوانين , ليخلق طبيعة مختلفة للنص عن .

)1(ردّ النظام المط ولتحديد مدى الانزياحات التركيبية لنص ما , لابد من تحديد نقطة الصفر أو درجة الصفر من طرف المعيار النحوي للغة ثا ٌ الطبيعية , وفي مقابل ذلك ينشأ نحو ٍ ن يصف مختلف إمكانيات التغيير وهو يمثل ), وهو ما أكده الجرجاني 2(معياار بلاغيا بقوله " اعلم أن ليس النظم إلا تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله , وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها , وتحفظ الرسوم التي .

)1( رسمت لك , فلا تخل بشيء منها " أما المعيار البلاغي المتمثل في الانزياح التركيبي فتحدده درجات الانحارف عن المعيار اللغوي الموضوع, ولا يحدث هذا