دور ساسمون حسقيل في صنع السياسة المالية في العراق (عراب السياسة المالية)‎

الملخص AR

ساسون حسقيل كان شخصية عراقية مهمة و من الشخصيات التي كسبت احترام، و ثقة جميع الحكومات في ثلاثة عهود، و هي العهد العثماني الأخير و مدة الاحتلال البريطاني للعراق و تشكيل الحكومة العراقية الملكية و كان محط ثقة هذه الجهات لخبرته الاقتصادية، و القانونية و إسهاماته السياسية.

و مما ساعد على صقل شخصية ساسون حسقيل هو تعليمه و تكوينه الفكري، و كان لمدرسة الأليانس الإسرائيلية الأثر الكبير في تنمية شخصية ساسون، و كانت الأساس الفكري و العلمي له ، فضلا عن دراسته في المدرسة السلطانية في أسطنبول و التحاقه بكلية ماريا تريزا، و دراسته للحقوق، كل هذه عوامل مهمة كان لها الأثر الكبير في صقل شخصيته ، و إتقانه للغات عدة .

استفاد ساسون من عمله مترجما لولاية بغداد في زيادة خبرته، و اطلاعه على أمور الولاية بحكم عمله الذي كان حلقة الوصل بين الوالي، و القناصل الأجانب، فتحت له المجال ليتولى منصب مدير الإدارة النهرية الحميدية ، و قد زادت الوظائف، و المناصب من خبرته الاقتصادية، و مهدت له الطريق الى الدخول في معترك الحياة السياسية، و الانتماء الى جمعية الاتحاد و الترقي ثم انتخابه نائبا عن لواء بغداد في مجلس المبعوثان العثماني .

وظف ساسون حسقيل خبرته و ثقافته حين عودته إلى العراق، فكان من بين الشخصيات العراقية التي أسهمت في تشكيل الحكومة العراقية ساعدت آراوه السديدة و حكمته في معالجة الوضع السياسي الذي كان يعيشه العراق أبان الاحتلال البريطاني، و اندلاع ثورة العشرين .

و اختير ضمن النواب السابقين الذين شاركوا في لجنة الانتخابات العراقية لوضع الأسس السليمة للنظام السياسي في العراق .

و بعد تشكيل النظام الملكي في العراق، صار ساسون حسقيل من الشخصيات التي بلغت شوطا في العراق المعاصر فلدى تسلمه وزارة المالية شرع ساسون حسقيل إلى وضع الأسس المالية السليمة للدولة العراقية في أثناء مراجعة القوانين العثمانية، و تعديلها، و جعلها تتلائم مع الوضع الجديد للعراق بما يتلائم مع أمكانيات العراق، و أظهر في أثناء عمله أنه كان حريصا على أموال العراق و مصالح شعبه ويسعى دائما الى إيجاد موارد مالية للعراق، و معالجته العجز المالي الذي كانت تعانيه الدولة