جلال جعفر الأوقاتي و دوره السياسي و العسكري 1963-1958 : دراسة تاريخية

الملخص AR

تبلورت شخصية الاوقاتي خلال فترة دراسته إذ كان كثير التفكير و محاورا جيدا لنفسه قليل الكلام ذو مواقف مبدئية ثابتة، عرف بأسلوبه الخاص في التفكير، لم يكن عنيفا في تعامله اليومي، آمن بالديمقراطية كعقيدة سياسية و رأي فيها الوسيلة الأفضل و الضمانة الأكيدة لحل مشكلات البلاد.

تأثرت أفكار جلال الاوقاتي بحسه الوطني اتجاه شعبه و غليان التمرد في شعوره و إيمانه المطلق بالتعاون الحر على أساس المصلحة المشتركة، تبلورت هذه الأفكار و ازدادت واقعية و ثبات عندما مارس عمله كضابط، فضلا عن إيمانه الكامل بحقوق المرأة و تحررها اقتصاديا و فكريا.

أعتبر جلال الاوقاتي من الشخصيات العسكرية التي كان لها دورا متميزا في تطوير بناء القوة الجوية العراقية ضمن رؤيته و معطياته الاستراتيجية في صناعة القرار العسكري فبعد تسلمه منصب قائد القوة الجوية عام 1958 باشر بإجراء نقلة نوعية في تغيير أنواع الطائرات ضمن الإمكانيات المتوفرة، و إجراء توسيعات في الهيكل الإداري و ازدياد إعداد إسراب الطائرات المقاتلة، و بناء قوات جوية فعالة و مدربة تدريبا مهنيا و مجهزة بطائرات قتالية حديثة و تطوير القواعد الجوية و إنشاء معسكرات للتدريب، فضلا عن بناء الفكر القتالي لمواجهة التحديات و المخاطر و بناء نظام قيادة و سيطرة و اتصالات مع تشكيل مركزا للعمليات الجوية الرئيسية، و تنفيذ استراتيجية دفاعية جديدة و ربط القوات الجوية بالقوات المسلحة، فأصبحت القوة الجوية قوة لا يستهان في مهنيتها و مقدرتها القتالية ليس في العراق فقط بل على نطاق الوطن العربي و الشرق الأوسط.

كان جلال الاوقاتي إنسانا بسيطا و متواضعا ذو مواقف حازمة في كل ما يهدد أمن العراق و يعرضه للخطر، مثالا للرجل الملتزم.

لقد أخفق الاوقاتي بتقويض سلاح القوة الجوية من المناوئين لثورة تموز فكان ذلك سببا مباشرا لانقلاب 8 شباط عام 1963 فضلا عن جديته المطلقة في إدارة الأمور العسكرية، إذ لم يكن يمتلك أسلوب المهادنة و المرونة لتسيير الأمور و حل المشاكل إذ عرف عنه صراحته الكبيرة و مواجهة الأمور بكل جرأة و شجاعة.

انتهت صفحة متميزة من تأريخ العراق بكل ما تحتويه من سلبيات و إيجابيات و تناقضات و أسدل الستار باغتيال رجلا من رجال كانوا يضعون العراق في عقولهم و قلوبهم دون التمييز بين عرق أو دين أو طائفة.