صقل الشخصية الإسلامية و تهذيبها في ضوء المنظور القرآني

الملخص AR

أن بناء شخصية إسلامية سليمة يحتاج إلى عناصر و مقومات عديدة لصقل ملامح هذه الشخصية لأن هذه المعالم سوف تحدد سلوك الفرد و طريقة تعامله مع الأمور فيما بعد، لذلك فمن الأهمية بمكان أن يسعى كل واحد منا إلى إنشاء نفسه واستكمال بقية جوانب شخصيته المسلمة المتكاملة و كذلك يسعى إلى بناء غيره حتى ينشأ جيلا ربانيا بعيدا عن الصورة المشوهة أو النتوءات التي تشوه صورة الشخصية الإسلامية.

و إن توجيهات القران الكريم تدعو إلى بناء الإنسان من الداخل، قلبه ومشاعره و إرادته، حتى إذا استقام حاله على توازن و اعتدال واستقر على هدى من الله، استطاع أن يواجه المصاعب و الأزمات و ما يتعرض له من أمور الدنيا من غنى أو فقر أو صحة و مرض و غير ذلك.

و قد حدد الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز مقومات و عناصر تكوين شخصية المسلم و كذلك السنة المشرفة و من أهم هذه العناصر : 1- العقل و الفكر الذي تبنى عليه باقي العناصر وقد دعا الله ورسوله الأنسان للتفكر والتدبر في آيات الله وإلى تخليص عقل الإنسان من كل ما ينافي منهج الإسلام ليكون خليفة الله في الأرض فكل إناء بما فيه ينضح والسلوك مرآة الفكر.

2- الروح : و هي علاقة الإنسان بالله تعالى والناس والتي تبنى وتسقل عن طريق أداء العبد للعبادات، كالصلاة و الزكاة و الصوم و حج البيت.

و بها تكون شخصية الإنسان صافية و نقية بعيدة عن الانحراف والعدوانية.

3- الجسد: و هو الوعاء الذي يحوي العقل والروح وقد بين الله سبحانه وتعالى و نبيه الطريقة الأمثل للحفاظ على صحة البدن و ذلك باتباع الرياضة مثل الفروسية والرمي والسباحة واتباع حمية في الأكل فلا يسرف الإنسان في الأكل لأنه إن فعل ذلك وقع فريسة للأمراض وهذا ما أثبته الدراسات الحديثة.

وبالوقوف على مجمل ما جاء من نصوص في الكتاب و السنة يتبين لنا : أن الشخصية الإسلامية شخصية سوية متزنة متكاملة ملتزمة بدين ربها لها كيانها المستقل الذي يميزها عن غيرها لذلك وجب حمايتها من قوى الشر التي تستهدف هذه الشخصية من أجل تلويثها و تضليلها و إضلالها.