نحو إعادة تأهيل للدولة الوطنية في ظل العولمة

الملخص AR

تحاول هذه الدراسة تحليل انعكاسات العولمة على دور الدولة القومية، حين انفلتت من يدها سلطة الضبط الاقتصادي؛ و اعتبرت قراراتها غير سياسية وغير شرعية وغير ديمقراطية في ظل "حكم بلا حكومة"؛ كما أثر الفضاء الإلكتروني و المنظمات العالمية على قوانين الدولة و ظهر"التحكيم التجاري الدولي" كتجاوز للقضاء و التشريعات الوطنية، وفي المجال السوسيو- ثقافي جوفت العولمة أي قدرة للدولة في هذا المجال لأن الفضاء السبرنيتي و الأقمار الصناعية أسهموا في "سلعنة و تسليع " الثقافات، ناهيك عن"حرية الاعتقاد و التبشير"مما أضعف المناعة العقائدية لكثير من المجتمعات و الدول؛ كل ذلك دفع نحو إعادة بناء قدرات هذه الدولة مؤسسيا و تنظيميا عبر ترشيق حجم الجهاز الإداري الحكومي لكي يقوم بما يجب أن يقوم به على أكفأ و جه؛ مع ضرورة الموائمة بين الدور و القدرة لأن ندرة و ضعف القدرات يستلزم الحذر الشديد في تقدير كيف وأين يتعين على الدولة أن تتدخل، فالدول التي تحاول أن تفعل الكثير جدا بالقليل جدا من الموارد و بالزهيد جدا من القدرات إنما تسبب غالبا من الأضرار أكثر مما تحققه من المنافع.