التربية الإعلامية كآلية لتنشئة اجتماعية متكاملة

الملخص AR

أفرز العالم الرقمي و تكنولوجيا الاعلام في الآونة الراهنة عدة أثار امتدت سلبياتها الى النسق الاجتماعي بمختلف تركيباته البنائية، و أضحت تمثل خطرا محدقا يواجه النشء، خاصة في ظل الاستعمال اللاعقلاني و المبالغ فيه لوسائل الاعلام، مما انجر عنه اختلال جلي في سلم القيم، بل أدى الولوج في فضاء افتراضي كرس مبدأ الفردانية و الاغتراب، و الأدهى و الأمر من ذلك دخول مواقع الاباحية و التجرد من الأخلاق و التنصل منها و عدم الاحتكام الى الضابط الديني.

كل هذه الممارسات أبانت على وجود ثقوب سوداء و فشل واضح و خلل و تعطيل رهيب في وظائف التنشئة الاجتماعية السليمة المنشودة، و من أجل النهوض بالناشئة على المنهج القويم، يتطلب ضرورة و حتمية الاعتماد على التربية الاعلامية كمحك و كسند رئيس و كدعامة للتنشئة الاجتماعية، اذ أصبح من غير الممكن ترك العنان للأبناء لصول و الجول في مواقع الشبكة العنكبوتية دون مراقبة و ضبط لتنظيم و توجيه سلوكياتهم وفق سياقها الصحيح الاستخلافي.

لذا فان هذه الورقة البحثية العلمية تعالج و تناشد مسألة جوهرية تتمظهر معالمها في الاهمية القصوى للتربية الاعلامية كأحد متطلبات التنشئة الاجتماعية لتعديل السلوك و صنع الشخصية السوية.