مقاربة سوسيولوجية معاصرة لتفسير الجريمة و الانحراف لدى المراهقين

الملخص AR

إن العالم يعيش جملة من التغيرات في كل المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية و خاصة تلك المتعلقة بالظواهر الاجتماعية السلبية البالغة الخطورة التي يصعب دراستها و تمس فئة المراهقين، نظرا لما يطرأ عليها من تغيرات كمية وكيفية في وقتنا الراهن، فتفسير ظاهرة الجريمة و الانحراف لا يزال من الموضوعات التي طال فيها البحث و التمحيص و التقصي العقلي من جهة و الميدان الامبريقي من جهة أخرى.

و لقد حظيت دراسة ظاهرة الجريمة و الانحراف باهتمام واسع و بالغ الأهمية من قبل المختصين في علم الاجتماع الجنائي و علم الإجرام، لذلك يعرفها العلماء السوسيولوجيين بأن الجريمة عبارة عن خروج عن معايير المجتمع أو قواعد الإجماع أي القواعد التي يحددها المجتمع وتحكم سلوك أفراده و أيضا هي الأفعال التي تمثل خطرا على المجتمع لتجعل من المستحيل تحقيق التعايش و التعاون بين الأفراد الذين يؤلفون المجتمع، و هذا ما ذهب إليه " إميل دوركايم " و " بارسونز " عندما اعتبرا الجريمة سلوكا لا معياريا أي منحرفا عن المستوى المعياري في المجتمع