(الصحافة المكتوبة و صناعة الرأي العام)‎ : دراسة تحليلية لجريدة الخبر الجزائرية حول سياسة التقشف

الملخص AR

إن الإعلام بوسائله الحديثة و برامجه المتنوعة، يصدر من خلال تصورات و أفكار و مبادئ تعمل على إحداث تغيير مقصود في المجتمع المستهدف، الامر الذي جعل وسائل الإعلام تعتبر الفرد متغير محوريا ضمن العملية الاتصالية، لجذبه إلى محتوياتها، و تعديل رأيه من خلال الوظائف التي تؤديها في المجتمع خاصة الوظيفة الإخبارية التي تمارس من خلالها الوسيلة أنواع مختلفة مـن التأثيرات على البنيات المعرفية و السلوكية للافراد، و هو ما أشارت إليه نظرية الأجندة كإحدى نظريات التأثير الاتصالية التي بحثت في طبيعة العلاقة التي تربط الجمهور بوسيلته الإعلامية، معتبرة الصحافة المكتوبة أقوى الوسائل الإعلامية في ممارسة هذا الدور التأثيري.

فإذا كان هذا هو الدور التأثيري الذي يجب أن تلعبه الصحافة المكتوبة داخل البنيات الاجتماعية التي تنشأ فيها، فهل الصحافة المكتوبة الخاصة في الجزائر مارست نفس الدور من خلال معالجتها لقضية التقشف كقضية فرعية أكثر تخصص لدى المواطن الجزائري، هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه وفق المقاربة النظرية لترتيب الأولويات (Agenda Setting) وذلك بتفحص العلاقة التي تربط الجمهور الجزائري بجريدة الخبر كممثل عن الصحافة الخاصة الجزائرية باحثين مدى تأثير أجندة الجريدة في صناعة رأي عام ظاهر حول موضوع التقشف الذي ظهر إلى الساحة جراء ظهور بوادر لأزمة الاقتصادية بالجزائر بانخفاض أسعار البترول وذلك من خلال رصد نقاط الاتساق و الانفصال بين ما تعرضه الجريدة حول الموضوع و ما يهم جمهورها و يتبناه.