التنشئة الاجتماعية في مواجهة العولمة

الملخص AR

ان التنشئة الاجتماعية و عبر مؤسساتها تسعى إلى إعداد الفرد إعدادا يتماشى و السياق العام للمجتمع الذي يعيش فيه سواء من حيث الهوية أو الإطار الثقافي و الأخلاقي أي وفقا للمعايير الاجتماعية أي ان التنشئة الاجتماعية تهدف الى تكوين الفرد و تهيئته لحياة ناجحة، و لكن هذا الرهان لم يكن في منآى عن المعوقات التي تحول دون استكمال عملية التنشئة و ظائفها.

و من أهم الأسباب و المعوقات التي تؤثر على هذه العملية هو ذلك التغير الذي اصبح يلازم الحياة الاجتماعية للأفراد بفعل التطور التكنولوجي و العلمي المتنامي و الذي لم يترك مجالا من المجالات إلا والقي بظلاله عليه، ذلك أن التغير بفعل التطور لايمس الأبعاد العلمية و الاقتصادية للمجتمع بل هو يمتد و يطال حتما منظومة القيم و المعايير التي يستهدي بها الأفراد في ممارساتهم و سلوكاتهم و علاقاتهم الاجتماعية و لعل المؤسسات الاجتماعية أكثر تأثرا بهذا التغير خاصة وأن المجتمعات انتقلت من دائرة التحول البطيء الى مجتمعات سريعة التأثر و التغير و هذا التحول ساهمت فيه بصورة كبيرة تداعيات بما يسمى العولمة التي تنوعت و تعددت أساليبها ووسائلها مما اثر في المنظومة الاجتماعية التي افرزت جوانب اجتماعية و ثقافية وقيمية غير مرغوب فيها.

و لعل التنشئة الاجتماعية هي من الآليات التي يمكن من خلالها الحد من مخاطر العولمة و احداث عملية التوازن و المصاحبة داخل المنظومة الاجتماعية.