النخبة و الظاهرة القبلية في المجتمعات العربية : حالة الدولة الليبية

الملخص AR

عاشت القارة الإفريقية و لا زالت تعيش الآثار الوخيمة للاستعمار الأجنبي للعديد من العقود، حيث ورثت العديد من التحديات التي تحولت عبر التاريخ إلى أزمات استعصى حلها، خصوصا ما أرتبط بآليات و مسار بناء الدولة الحديثة و مؤسساتها، وذلك راجع إلى العديد من العوامل التي تمحورت أساسا حول صراع الهويات الإثنية و الدينية و النزاعات الحدودية، بالإضافة إلى غياب الأمن و الاستقرار السياسي لمؤسسات الدولة، حيث أصبحت الدولة محل نزاع بسبب تراجع و انعدام مؤشرات شرعية السلطة، مما انعكس سلبا على صورة تلك الدول إقليميا و عالميا حيث تم تصنيفها ضمن ما اصطلح عليه بالدول الفاشلة.

بالإضافة إلى تنامي ظاهرة عسكرة النظم السياسية من خلال حالات الانقلاب العسكري، و عدم قدرة السلطة المركزية عن فرض سيطرتها على مختلف الأقاليم التابعة لها نتيجة تلك الصراعات القبلية و الاثنية و التي تجاوزت في العديد من الحالات حدودها الوطنية.

الأمر الذي شكل عائقا في وجه فلسفة بناء الدولة في إفريقيا.

كما ارتبط ذلك المسار بظهور تهديدات جديدة مست و جودها، عكستها الحدود االموروثة عن الاستعمار التي اتسمت بدرجات متفاوتة من الضعف بالنظر إلى التركيبة العرقية و القبلية المتعددة في تلك المجتمعات.

من جهة أخرى، أصبحت تشكل هذه الدول من خلال ضعف بنيتها الداخلية مصدرا لعدم الاستقرار الإقليمي و تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي و العالمي ككل.