إسهامات المرأة الجزائرية في بناء المؤسسة الإعلامية : قراءة في واقع الممارسة و المعوقات

الملخص AR

تشير الورقة التي بين أيدينا تجربة المرأة الجزائرية في قطاع الصحافة و الإعلام ووقوفها على البوابة الإعلامية، تبعا لإستراتيجية الدولة الجزائرية في تحفيز المرأة في جميع مجالات العمل، و التي تشكل موردا بشريا هاما و قوة عملية احتياطية كبرى يمكن استخدامها و الاستفادة منها في زيادة القدرة الإنتاجية للدولة إذا ما أخذ بعين الاعتبار توفير المناخ المناسب لها لإطلاق طاقاتها و إمكاناتها.

و ترجع أهمية دور المرأة العاملة في العمل و التنمية إلى أنها تمثل نصف المجتمع، و زيادة نسبة السيدات داخل نطاق أو مجال العمل دليل على صحة المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا و دليل على أن المجتمع يستغل قواه البشرية بشكل متكاملغير أن إبداع المرأة في المجال الإعلامي و إطلاق العنان لطاقاتها حازته العديد من المعوقات على رأسها المنافسة مع الرجل جنبا إلى جنب، و إن السيطرة الكاملة على هذا المجال يتطلب تخطيطا إستراتيجيا وتوسعا علميا يأخذ في الحسبان قدرات المرأة الكامنة التي تنتظر إثبات وجودها و مساهمتها في البناء، و بحث سبل دمجها و استيعابها في مخططات السياسات الوطنية، و تناول قضاياها بجدية أكثر، وواقعية تعكس شفافية حقيقية و أبعادا مدروسة.

فثنائية المرأة و الإعلام اليوم في الجزائر أصبح أكثر من ضرورة، فبقدر ما أصبحت المرأة شريكا في صنع المادة الإعلامية فإن أمر ترقيتها و ترقية تكوينها يطرح الآن إشكالا أكثر من أي وقت مضى، و من هنا فإن حاجة المرأة إلى الاستفادة من الترقية في مجال العمل الإعلامي و المشاركة في السياسة الإعلامية، و بالتالي تنمية المنظومة الاقتصادية و الاجتماعية الشاملة.

وعليه فالورقة البحثية التي بين أيدينا ستلقي الضوء على التحديات التي تواجه مسيرة تعزيز حق المرأة في الجزائر و دورها في تسيير المؤسسات الإعلامية المختلفة، و القضاء على كافة أشكال التمييز القيادي ضد المرأة الإعلامية الكفءة بناءا على أدلة حية و نماذج ميدانية من الواقع الجزائري تتعلق بمسيرة واحدة من كبار الصحفيات بالجزائر السيدة كريمة عباد (صحفية كبيرة محققين بالتلفزيون العمومي الجزائري).