البحوث الإنسانية و الاجتماعية بين الموضوعية و الذاتية : البحث التاريخي أنموذجا

الملخص AR

يعتبر ظهور العلوم الإنسانية و الاجتماعية كمحاولة للتحرر من سيطرة الفلسفة و منهجها في الفكر و البحث الإنساني، لذلك اتجهت هذه العلوم و رغم حداثة تأسيسها إلى اعتماد المنهج العلمي في دراساتها و بحوثها.

و بما أن البحوث الإنسانية و الاجتماعية تأثرت بظهور المنهج العلمي، أخذت على عاتقها تطوير نظرياتها و مبادئها و مفاهيمها لأجل الارتقاء إلى مصاف العلوم التي تتصف بالعلمية، و من هذا المنطلق يحاول هذا البحث مقاربة هذه الإشكالية القديمة و المتجددة دوما ـــــ وفق رؤية وصفية نقدية و تاريخية ــــــ لا سيما أن قضية العلمية تكشف لنا عن أول مشكل يواجه البحث التاريخي على وجه الخصوص، هو ذلك التضارب أو التضاد أثناء التعامل مع أي ظاهرة تاريخية، و الذي يخص (الموضوعية ) و (الذاتية)؛ إذ يشير مصطلح الموضوعية إلى إبعاد و عزل الذات عند البحث في الأحداث و الظواهر التاريخية المتعلقة بالماضي، في حين يشير مصطلح الذاتية إلى التدخل المقصود أو غير المقصود لذات الباحث، و منه كيف يمكن الفصل بينهما؟ وكيف يتم عزل الذات أثناء البحث و دراسة الأحداث و الظواهر التاريخية؟