نقد توزيع الإرث وفق القراءات المعاصرة

الملخص AR

يتناول هذا البحث دراسة آراء بعض الحداثيين، حول توزيع الإرث وفق للقراءة المعاصرة، التي جاءت في العديد من مؤلفاتهم المشبعة بالفكر الماركسي، فيتوهم البعض أن الهدف منها و خاصة فيما يتعلق بالنساء هو إنصاف النساء، و هذا غير صحيح.

القرآن امتاز بإعجازه اللغوي وذلك من خلال تفسيره للآيات القرآن الكريم و من بينه آيات المواريث المعجزة لغويا و حسابيا و سياقيا، و يأتي تفسير بعض الحداثيين الذي يقول فيه و يكثر من انتقاد "ظلم الفقهاء" للنساء في بيان صحة نظريته، و لكنه يمارس ظلما حقيقيا، فيعطي الأنثى أقل من الذكر في حالة كون عدد الإناث أكبر من ضعف عدد الذكور، بل يعطي الإناث أقل من نصيبهن الشرعي (ويعطي الفارق للذكور) إذا كان عدد الإناث أربعة أضعاف عدد الذكور! يخضع الحداثي آيات المواريث وفق التغيرات المعاصرة في علم الرياضيات الحديثة التي توصلت لعلوم جديدة من التحليل الرياضي و الإحصاء، بل صار يشرح الآيات بناء على أساليب اللغة العربية، فهو يخلف و يطعن في أحكام الشريعة، فإذا وجد أن هدفه لم يتحقق في الرياضيات الحديثة بحث عن وسيلة أخرى من جانب آخر.

و يهدف البحث إلى: دراسة آراء بعض الحداثيين حول توزيع الإرث، و التي جاء في كتاب "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة"، حيث إنه بذل جهدا كبيرا للي أعناق الآيات القرآنية عن دلالاتها الشرعية و اللغوية، و عبث بدلالات نصوص القرآن؛ لتضليل القارئ، و إشعاره بمعان جديدة لتلك النصوص.

يأتي هذا البحث دفاعا عن القرآن الكريم، وردا لافتراءات و انحرافات الحداثي صاحب الكتاب نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة، الذي خلص إلى محاولته إخضاعه قضية الإرث وفق التغيرات المعاصرة في علم الرياضيات.

و يعتمد البحث على ثلاثة مناهج: الاستقرائي، و التحليلي، و النقدي؛ و هذا بدوره أبان لنا ما جاء به من الأخطاء المنهجية و المغالطات العلمية، و الرد على ما جاء فيه من الشبه و الإشكالات.

وقد جاء البحث في و خمسة مطالب و خاتمة، درس فيها نقد توزيع الإرث وفق للقراءة المعاصرة لبعض الحداثيين المنادين بذلك.

وقد توصلت في النهاية إلى أن أصحاب القراءة الحديثة يهدفون من دعوتهم إلى القراءة الحديثة للنص الديني إلى رفع القدسية و الغيبية عن نصوص القرآن الكريم، و أرخنتها بربطها بزمن لا تتعداه إلى غيره.