العشوائية في البيئة المصرية و أثرها السلبي على فن النحت : الأسباب و العلاج

الملخص AR

تمثل العشوائيات في البيئة المصرية جزءا كبيرا في كثير من المدن و القرى المصرية و خاصة الأجزاء الفقيرة من تلك المناطق و ترتبط هذه المشكلة بمشكلة العمارة الحديثة في مصر التي ضاق بها المكان وكاد وادي النيل الخصيب أن يختنق بالعمران العشوائي غير المنظم فلا توجد مساحة كافية للعمران الافقى في ظل الزيادة السكانية و تأخر في التوسع العمراني في الصحراء المصرية.

كما يلعب الفقر دورا هاما في ازدياد صعوبة هذه المشكلة بحيث لا تتوافر إمكانات مادية كافية للبناء المنظم حتى لو وجدت المساحات الكافية للبناء و هو ما يدفع الكثيرين إلى استغلال الفضلات من الأخشاب و الصفيح ليصنعوا بها مساكنهم التي غالبا ما تكون ضيقة المساحة وغير منظمة بما يكفي للنشاط الانسانى الذي يمكن الفرد من إطلاق طاقاته الإبداعية و مواهبه الفنية، كما يساهم هذا الضيق في الأفق ضيقا في الأفاق و الرؤية معا بما يعيق القدرة على التنظيم و الإبداع و لعل ذلك لا يقتصر مردة على الفنان بل يمتد أيضا إلى الملتقى للعمل الفني الذي أصبح فاقد القدرة على التذوق الفني السليم للأعمال النحتية، و أيضا لا تساعد البيئة العشوائية على إمكانية تضمنها منحوتات فنية إذ يعد ذلك من قبيل الرفاهية التي لم يصل إليها المجتمع العشوائي بعد، بل أن ذلك الضيق و تلك الفوضى قد تجنح بالإنسان بعيدا عن مجتمعه في جو من الاغتراب الذي يجعله يرفض واقعه و يبحث عن التخارج بما لا يدفعه إلى الإصلاح و التغيير بل الخروج و الهروب و الابتعاد و هذا لا يعنى إلا السلبية و تحول الطاقات الإبداعية لديه إلى طاقات هدم و تخريب.