الطبيعة الدلالية للصورة الشعرية في الشعر الأندلسي

الملخص AR

في عملية إعادة صياغة الواقع و تشكيله، يلجأ الشعراء إلى تعديل النظام اللغوي العام بنمطيته و اقتراح علاقة جديدة و خاصة بين المفردة اللغوية و نظيرتها، و بينها و بين مفهومها (مرجعها) في إطار سياق ما، هذه العلاقة التى يتم بموجبها زحزحة المفردة عن دلالتها الوضعية و إعادة توزيع الوظائف أو الأدوار الدلالية بين المفردات في حالة تركيبها أو إسنادها، هذه العلاقة هى ما يطلق عليه "الصورة الشعرية.

وعندما يتخذ الشاعر من الصور الشعرية أداة جوهرية لتصوير رؤيته و بناء عالم متخيل يقف موازيا للعالم الخارجي، فإنه – في هذا يلتقط مفردات الصورة و عناصرها من واقعة غالبا بطريقة الحوار، لا بهدف نقل صورة واقعية للأشياء الحسية و المادية، و إلا أصبحت محاكاة حرفية خالية من أية متعة أو قيمة، و لكن ليتوسل بها في تصوير تجاربه و مشاعره، فمن الملاحظ أن "التصوير الشعري يقوم على أساس حسي مكين، و لا مفر من التسليم بذلك طالما كانت مدركات الحس هى المادة الخام التى يبني بها الشاعر تجاربه".

ولما كان الإنسان ألصق بالمدركات الحسية، فإن الصورة الحسية (ذات المحتوى الحسي) أبلغ في التأثير و الإمتاع، أي أن "هناك ارتباطا بين العنصر الحسي في الصورة و بين قوة إيحاءاتها و ما تثيره من مشاعر".

غير أن هذا لا ينفي قيمة الصورة غير الحسية المستقاه من مدركات عقلية/ مجردة، و التى تتطلب مستوى أعلى من الفهم و القدرة على التخيل.