الفن الإسلامي في الأندلس : آثاره و قيمه التراثية

الملخص AR

للفنون الإسلامية مكانة سامية بين الطرز الفنية التي تميزت بها الحضارة الإنسانية عامة، فقد أسهمت –بشكل كبير- في تطور الحضارة و استطاعت أن تحقق لنفسها طرازا فريدا و شخصية مستقلة وسمات خاصة مستمدة من الطابع الإسلامي و القيم الإسلامية.

وقد احتل الفن الإسلامي في الأندلس مكانة مرموقة في المشرق و المغرب و تعدى تأثيره الحدود المحلية و استطاع أن يؤثر تأثيرا واضحا في الفنون الأوربية.

و إذا كان الطراز الأندلسي فقد نشأ على أراضي شبه الجزيرة الإبيرية فإنه تطور و اكتسب سماته الخاصة و إن لم يفقد صلته بالطراز الإسلامي العام.

و برغم ما للفن الإسلامي في الأندلس من أهمية فإنه لم يحظ بكبير عناية من الباحثين العرب، و إن كان قد حظى باهتمام عدد كبير من المستشرقين و الباحثين الإسبان.

و بعيدا عن موقف الإسلام من التصوير، فإن الفنان المسلم مارس إبداعه في ميادين أخرى مثل الزخرفة و الخطوط و النقوش وغيرها من مجالات الفن التي تخلو من القيود و يجد الفنانون فيها فيها حرية لإشباع غرائزهم الفنية و إظهار مهاراتهم و مواهبهم.

و تجلى ذلك كله في ميادين الزخرفة بأنواعها المختلفة.

"فقد صال الفنانون العرب المسلمون فيها وجالوا وطوروا في الموضوعات و المجموعات والوحدات و العناصر الزخرفية، مما جعل للفن العربي الإسلامي ذلك الطابع الزخرفي الأخاذ، الذي تميز به عن سائر الفنون كلها.

بل إننا نعتبره حجر الزاوية في تلك الوحدة الشاملة التي تضم في نطاق إطارها الكبير جميع المدارس الفنية التي قامت في كل عصر من العصور في تلك السلسلة المترابطة حلقاتها من الأقطار العربية و الإسلامية في المشرق و المغرب.

و لقد جعل الفنانون العرب المسلمون من الخط العربي بأنواعه المختلفة من كوفي إلى نسخ إلى غير ذلك ميدانا من الميادين الرئيسية للزخارف.

فأخرجوا من الحروف و أطرافها أشكالا و عناصر ذات إيقاع فني متناغم، و تبرزها و تؤكدها في أحيان كثيرة عناصر نباتية و هندسية وضعت في مستوى خلفي منها لتزيد من حسنها و جمالها، وزينوا بها منتجات الفنون من عمارة و تحف زخرفية.