أثر التحول من التخطيط الشامل إلى التخطيط الإقليمي في زيادة عدد المدن بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة 1992-2010

الملخص AR

يتمثل الهدف الرئيس للدراسة في الكشف عن أثر اتباع التخطيط الإقليمي - تلك السياسة التنموية المتبعة في المملكة منذ الخطة الخمسية السابعة - في زيادة عدد المدن خلال فترة زمنية قد شهدت سياسة التخطيط الشامل من جهة و سياسة التخطيط الإقليمي من جهة أخرى.

" بدأت المملكة العربية السعودية بالتخطيط للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية منذ منتصف الستينيات الميلادية من القرن الماضي، و ما أن بدأت عملية التنمية فيها حتى بدأت بعض المراكز الحضرية تستأثر بالنصيب الأوفر من المشاريع التنموية، مما أدى إلى انتعاش هذه المراكز اقتصاديا و اجتماعيا حيث تركزت الخدمات العامة و التجارة و الصناعة بالإضافة إلى وجود الإدارات الحكومية الرئيسة و فروعها بها، فأخذت هذه المراكز تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين من المناطق الريفية و من المدن الصغيرة، وقد أدى تزايد أعداد المهاجرين و تركزهم في هذه المراكز إلى التضخم السكاني بها مما شكل عبئا كبيرا على هذه المراكز وذلك بسبب انخفاض المستوى التعليمي، و الثقافي، و الصحي، و الوعي، وقلة المهارة و الخبرة للمهاجرين، حيث أنهم ينتقلون إلى المدينة بعقلية لا تتلاءم مع المجتمع الحضري، و بالتالي فإنهم يحتاجون إلى وقت طويل للتأقلم مع الحياة الجديدة، لذلك فإن المدن الرئيسة بدأت تعاني من مشاكل اقتصادية و اجتماعية.

و يؤدي تفريغ المناطق الريفية من سكانها و نزوحهم إلى مناطق أخرى إلى اختلال كبير في التوزيع السكاني فتصبح هناك مناطق خالية من السكان و مناطق مزدحمة، وذلك بسبب مساحة المملكة الشاسعة.

و نتيجة لهذا الخلل في التوزيع السكاني و العمل على الحد من الهجرة فقد بدأت المملكة في الأخذ بمبدأ التخطيط الإقليمي لتحقيق التوازن في التنمية بين مناطق المملكة المختلفة اقتصاديا و اجتماعيا، و زيادة مساهمتها في التنمية الشاملة " (العقيلي، 2009م، ص 373).