المسارح اليونانية و الرومانية في مصر : دراسة تاريخية أثرية

الملخص AR

يعتبر اليونان أول من أهتم بالمسرح، ووضع له نظاما خاصا و عنهم أخذ العالم هذا الفن^([1]).

فنجد إن الرقص هو البداية الحقيقية والأولى لوجود شكل منظم للعروض المسرحية^([2])، و كان المسرح في اليونان القديمة مرتبطا ارتباطا وثيقا بالعبادات الدينية، فكانت المسرحية تمثل جزءا هاما من الاحتفالات الدينية الرسمية^([3])، فكانت عبادة الإله ديونيسوس ( كان آلها للحصاد و النماء و الكروم، كما انه اشتهر بصفته آلها للخمر)^([4])أكثر العبادات اليونانية اتصالا بالمسرح و اشد تأثيرا على تطورها^([5]).

فقد اعتاد الإغريق أن يقيموا للإله ديونيسوس حفلين أحدهما في فصل الربيع حيث تخضر أوراق الكروم و تتفتح أزهارها، ثم تثمر و تنضج في فصل الصيف^([6])وكان يغلب على هذا الاحتفال المرح و تنشد فيه الأناشيد الدينية، و تعقد حلقات الرقص و تنطلق الأغاني و من هذا النوع من المسرح نشأت الملهاة "الكوميديا"^([7])، أما الحفل الثاني فكان يقام في الشتاء حيث تكون الكروم قد جفت و يبدو انه فاقد للحياة حزينا و تجهمت الطبيعة^([8])وهو حفل حزين و منه نشأت المأساة (التراجيديا)^([9]).

كان بناء المسرح ملحقا بمعبد الإله ديونيسوس، ففكرة التمثيل ذاتها نبعت من طقوس عبادة هذا الإله، إذ كان أتباع الإله ديونيسوس من الرجال و النساء يمشون في مواكب أعياده يحملون أواني الخمر و يرقصون و ينشدون في جوقة أناشيد تحكي قصص الإله في مولده و نشأته الغريبة و حياته و مقتله ثم عودته للحياة و هكذا^([10])، و كانت هذه الأناشيد و الرقصات تسمى "استعراضات الديثيرامبوس^([11]) "Dithyrambos^([12]).

(1) عمر الدسوقي، المسرحية–نشأتها و تاريخها و أصولها، دار الفكر العربي، التاريخ (بلا)، ص 9.

(2) جميل نصيف التكريتي، قراءة و تأملات في المسرح الإغريقي، منشورات وزارة الثقافة و الإعلام-العراق، 1985، ص 75.

(3) سمير سرحان، دراسات في الأدب المسرحي، مكتبة دار غريب-القاهرة، التاريخ (بلا)، ص 15.

(4) لطفي عبد الوهاب، اليونان (ي التاريخ الحضاري)، الإسكندرية، 1999، ص 189.

ممدوح درويش – إبراهيم السايح، مقدمة في تاريخ الحضارة الرومانية و اليونانية "تاريخ اليونان"، الإسكندرية، 1998/1999، ص 40.

(5) محمد صقر خفاجة، دراسات في المسرحية اليونانية، مكتبة الأنجلو المصرية، 1979، ص 13.

(6) لطفي عبد الوهاب، المرجع السابق، ص ص189-190.

(7) عمر الدسوقي، المرجع السابق، ص 6.

(8) محمد صقر خفاجة، المرجع السابق، ص 14.

(9) عمر الدسوقي، المرجع السابق، ص 6.

(10) منى حجاج، محاضرات في العمارة الهللينية، الإسكندرية، 1997، ص 165.

ممدوح درويش – إبراهيم السايح، المرجع السابق، ص 40.

(11) محمد صقر خفاجة، المرجع السابق، ص 14.

(12) أغان الدثرامب هي نوع من الإنشاد الذي كان يقوم المحتفلون في أعياد الإله ديونيسوس، و كلمة دثرامب باليونانية كلمة ذات مقطعين (ديو) و تعني اثنين و (ثرامبيوس) و تعني الضرب التوقيعي.

فكلمة دثرامب بهذا المعنى تعني أما النظم ذو المقطعين أو الإنشاد الذي يتخذ له توقيعا خاصا.