الاستدلال غير الرتيب

الملخص AR

إن مشكلة إيجاد آليات استدلال فعالة قادرة على نمذجة استدلال الحس المشترك البشرى هى واحدة من المشاكل الرئيسية للبحث و التنفيذ في مجال الذكاء الاصطناعى.

مؤخرا كان هناك اهتمام بمعالجة جيدة لأنساق منطقية تنتهك خاصية الرتابة.

وذلك يتم دراسته من خلال سياق استدلال الحس المشترك البشرى.

ما يميز الاستدلال الإنسانى هى قدرته على التعامل مع المعلومات الناقصة.

إننا نواجه باستمرار في الحياة اليومية مواقف، حيث من المعروف أن ليس لها أدلة ذات صلة.

وفي الواقع دائما ما يكون هناك ثغرات في معرفتنا، و بالتالى لن تشل حركتنا بسبب جهل جزئى ببعض المعارف، لذلك ينبغى أن نكون قادرين على استخلاص النتائج حتى إذا لم يكن لدينا دليل كاف ليكفل صحتهم.

يبدو واضحا أن مثل هذه الاستنتاجات محفوفة بالمخاطر وقد تبطل في ضوء معلومات جديدة و أكثر دقة.

مع بداية عام 1980 دخل الاستدلال غير الرتيب «استدلال القفز إلى النتائج» مجال علوم الحاسب، و بدأ يؤلف مجالا جديدا للبحث الفعال.

و ترجع بدايته بشكل أساسى إلى أن تمثيل المعرفة و استدلال الحس المشترك باستخدام المنطق الكلاسيكى أصبحت محدودة، حيث تتسم صياغات المنطق الكلاسيكى بالرتابة، و تبدو ضعيفة و بالتالى غير ملائمة لمشكلات مثل هذا الاستدلال.

لذلك تعد دراسة الاستدلال غير الرتيب ذات أهمية كبرى في وقتنا المعاصر، حيث إنه أداة مساعدة في فهم كيف يمكن استخدام برمجة المنطق في صياغة وحل مشكلات عديدة في مجال الذكاء الاصطناعى.

بالإضافة إلى أنه يستخدم كأداة بسيطة و ذات كفاءة في نمذجة لغات لمواقف حينما يكون المرء بحاجة إلى التعامل بسرعة و مرونة مع المعلومات الناقصة و المتضاربة.

وقد اعتمدنا في هذا البحث على المنهج التحليلى الذى تقتضيه طبيعة الموضوع من تحليل لمفهوم الاستدلال غير الرتيب و ما يتعلق به من مفاهيم كاللزوم القابل للإلغاء و النفي كإخفاق و غيرها.