انحسار الشعر و انتشار الرواية : قراءة في الأسباب و التجليات

الملخص AR

المشاهد لتاريخ الأدب بتأن سيلاحظ أن هناك حركة داخلية في الأجناس الأدبية، و تخص هذه الحركة نشوب الأجناس ثم نموها و تطورها ثم موتها أو تقهقرها و سكونها.

و هذه الحركة تشبه إلى حد ما حركة الحضارات.

إن العامل الذي يؤطر هذه الحركة و يدفع بها إلى الأمام هو عامل الصراع الأجناسي، أي مغالبة الأجناس بعضها لبعض.

في العصر الحديث نلاحظ أن جنس الرواية تسيد على بقية الأجناس الأدبية، و حتى على الشعر الغنائي الذي كان سيدا قبل قرن، الأمر الذي دفعنا للتساؤل: ما الآليات الأجناسية و ما الخصائص الكامنة في جنس الرواية - دون الشعر- التي أهلته لأن يكون الجنس الأدبي الطاغي في الساحة الأدبية المعاصرة؟ و للإجابة على هذه الإشكالية اعتمدنا المنهج المقارن مدعوما بالمنهج التاريخي الذي من شأنه أن يزود ما نذهب إليه بشواهد من تاريخ الأدب، معتمدين في كل ذلك على أداة التحليل، فهي الكفيلة بالوصول إلى نتائج علمية موثوق بها.

بعد كل المخاض الذي حصل في تضاعيف المقال وجدنا أن الذي أعان الرواية العربية المعاصرة على الانتشار و استحقاق السيادة على بقية الأجناس الأدبية الأخرى عاملان: عامل داخلي يتمثل في طاقة الرواية على استيعاب بقية الأجناس الأدبية أو غير الأدبية و هضمها و إعادة صياغتها من جديد و هذا الذي تفردت به عن باقي الأجناس الأدبية، و أيضا تنويع مواضيعها الأمر الذي أكسبها ثراء و غنى، إضافة إلى وضوح معانيها وتوفيرها اللذة المطولة للقارئ، ووقوفها مع الشعوب المهزومة بآلية الخيال التعويضي.

.

.

أما العامل الخارجي الذي ساعدها على الانتشار فهو الواقع الفني متمثلا في السينما التي لفتت النظر لأمها الرواية.

و أيضا ظهور الطباعة و النشر و التعليم.

.

الكلمات المفتاحية: انتشار؛ الرواية؛ تقهقر؛ الشعر؛ الأجناسية