الإرسالية الإخبارية الكاذبة في ظل الاستخدام المكثف للشاشات المتصلة و الانفصال عن الواقع : دراسة "نتنوغرافية" لصفحات فايسبوك جزائرية

الملخص AR

تصاعد المد التكنولوجي في مختلف المجتمعات خلال السنوات الأخيرة، تحديدا في مجالات الإعلام و الاتصال، خلق حالة اندماج ما بين المرسل و المتلقي و المصدر و الرسالة و الوسيلة، و إطلاقية النزعة و التوجه مع احتمالات مفتوحة حول الآثار التي تنعكس كتحولات اجتماعية و ثقافية و اقتصادية و تمس بمختلف الأبعاد الأنثروبولوجية، وفي ظل هذه التغيرات المتسارعة، لم يختف صراع القوى الاجتماعية أمام التدفق الحر للمعلومات (free flow of information)، بل يتجدد في أدوار و سياقات مغايرة تنبعث محدداتها من شبكة الويب 2.

0، التي لم تعد مجرد حامل بل منتجة للقيم و متشبعة بإرث أنثروبولوجي.

من الممارسات الأكثر بروزا في السنوات الأخيرة هي الإغراق بالمعلومات الخاطئة و المضللة و نشر الأخبار الكاذبة (fake news) خصوصا على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت أداة أساسية لممارسة سلطة الاتصال و الهيمنة و اختراق البنيات السيكولوجية و السوسيوثقافية للمستخدمين ضمن نموذج اتصالي أفقي يسوق فيه لهالة كاذبة إلى حد محاصرة الوعي بالأخبار الكاذبة سواء بطريقة عشوائية أو وفق جهود اتصالية تهدف للتحطيم الرمزي لصور الآخرين و المؤسسات، و تهدف هذه الدراسة الميدانية الإثنوغرافية أو النتنوغرافية (نسبة إلى النيت)، إلى تسليط الضوء على تداول الأخبار الكاذبة من قبل المستخدمين الجزائريين خلال فترة من الحراك الشعبي (من 22 فيفري إلى 20 جوان 2019) و ذلك عن طريق تحليل محتوى عينة من الصفحات الأكثر متابعة و نشاطا على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و رصد مختلف التفاعلات مع المحتويات باستخدام المنهج الإثنوغرافي.