تفاعل الجسد و السرد في يصحو الحرير لأمين الزاوي

الملخص AR

كسر أمين الزاوي كل الحواجز، و افتض كل العبارات، و استعان بكومة من الأجساد العارية، لبناء كونه السردي"يصحو الحري"، فالجسد هو الذي يؤثث العالم السردي في هذه الرواية، بل هو الذي كتب هذا النص، و لعل العلاقة بين الكتابة و الجسد، هي نفسها التي بين القلم و القرطاس، إذ يكون الجسد في أحيان كثيرة قرطاسا لأقلام الآخرين، لتوشم عليه الكلمات، و به تتأسس أحداث الرواية و أزمانها، و تتنوع أمكنتها، وكلها محكومة بما ينجم عن هذا الجسد من سلوكات، لذا ارتأينا مقاربة رواية يصحو الحرير، هذا النص الهلامي المستعصي على الإمساك، من هذه الزاوية، زاوية الجسد الفائر بالرغبة الجنونية.

إذ علينا أن نقرأ الرواية و نحدد مفهومنا لمكوناتها، انطلاقا من الأفعال البدنية التي تنجم عن هذا الجسد، فلا نفهم اللفظي إلا إذا ربطناه ببعده البدني، ليساهم في سيرورة الأحداث، مؤسسا لوضعية زمنية تنبثق من إفرازات هذا الجسد، متمثلة في الاستذكارات و الأحلام و الاستيهامات.

متحررا من إرغامات النفعي الوظيفي إلى المتعي، الذي ينقل الجسد من نهار الحركة و الضجة و الانهماك في أداء العمل، إلى سكونية الليل و يمر الحكي و استرخاء الجسد، في وضعية حبلى بالرغبات المحمومة اللاهثة و راء المتعة.

مما أدى بنا إلى تقديم هذه القراء للوحدات السردية، حتى لو كانت جزئية، و قد قادنا هذا إلى التركيز على عناصر معينة من هذه الرواية و مساءلتها، باعتبار أنها تشكل نسقا فرعيا ضمن النسق العام للنص السردي يصحو الحرير، منطلقين في ذلك من تصور أولي للمعنى، محاولين تحديد مجموع الإمكانات الدلالية لهذه الواقعة(الحدث)