وجهة النظر الكانطية في الفلسفة البيئية

الملخص AR

ينظر البعض إلى الفلسفة البيئية عموما و مجموعة البحوث المرتبطة بها (مثل البحث و التساؤلات في مسألة حقوق الحيوانات و النباتات و المنظومات البيئية) على أنها من قبيل الترف الفكري، أو على الأقل ليست من القضايا الملحة علينا نحن أبناء البلدان النامية الذين في أمس الحاجة إلى تلبية حقوق الإنسان الأساسية المتنوعة.

و من هذه التيارات الفكرية التي اهتمت بالبيئة التيار الذي يمثله "كانط" Kant (1724-1804م)، و بالرغم من أن الأخلاق الكانطية ركزت على الواجب الإنساني إلا أن بعض الباحثين في الأخلاق البيئية يرون أننا نستطيع أن نجد في فلسفة "كانط" ما يمثل أخلاق بيئية، و ذلك بالإشارة إلى أهمية الطبيعة في تعزيز استقلال إرادة الفرد، فالفرد عند "كانط" يسير الفرد في سلوكه على مقتضى قانون يفرضه على نفسه بإرداته الحرة العاقلة و هذا هو أساس استقلال قوانين الأخلاق عنده.

و هذه القوانين تقدم واجبات تحث على أن يكون الإنسان يشفق على الضعيف، و تجنب القسوة و العنف، و هي الواجبات التي تؤسس سلوك الإنسان في حياته و بيئته التي يعيش فيها مع باقي الكائنات الحية.

و من التيارات الفكرية التي تتناول البيئية أيضا ما يطلق عليه علم الجمال البيئي و بالرغم من أن هذا التيار ظهر منذ أربعين عام فقط إلا أنه له جذور تاريخية و منها رأي "كانط" بأن الجمال الطبيعي يتفوق على الجمال الفني.

و من هنا نؤكد على دور الفلسفة التطبيقية في حل المشكلات البيئية و تداعيتها على المجتمع و العالم كله و هو ما يوضح أهمية الدراسات متعددة التخصصات في تناول المشكلات التي يطرحها التقدم التكنولوجي و الواقع المعاصر.