الدراسات البينية : المفهوم و الأصول المعرفية

الملخص AR

الدراسات البينية نشاط معرفي عرفه الفكر الغربي بعد عجز المنظور المنهجي التخصصي عن تقديم أجوبة مقنعة على كثير من التساؤلات العلمية، و من منظور فلسفة العلم جاء الفكر البيني ليقدم نموذجا معرفيا يقوم مقام النموذج العقلاني الاختزالي التبسيطي، هو نموذج التعدد و التعقيد، الرافض لحصر البحث العلمي في اطار المنهج، و فتح المجال أمام التعدد التخصصي بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بمعطيات ادراكية و معرفية كانت في عرف النزوع العقلاني نوعا من مهملات العلم، الشيء الذي يفترض به أن يحقق معرفة جديدة تركز على أبعاد التداخل و التشابك و التعقيد في الأشياء.

إن ازدهار هذا النزوع العلمي الجديد في الثقافة الغربية أتاح له أن يوظف في مختلف ميادين المعرفة، وصارت المؤسسات و المراكز الاكاديمية و البحثية تعتمده بشكل رسمي، غير أن الواقع في الثقافة العربية لايزال بعيد عن الاستفادة من معطياته و ذلك إذا استثنينا بعض المراكز و الجامعات العربية التي فتحت أبوابها لتوظيفه على مستوى التكوين و البحث، و هذه الورقات محاولة تعريفية بالبينية و أهم مرتكزاتها المعرفية.