تهويد فلسطين، من الأسطورة إلى التجسيد : عوامل التحول و آلياته (1948-1860)‎

الملخص AR

كثيرة هي الدراسات التي اهتمت بموضوع القضية الفلسطينية عبر تتبع أحداثها من جذورها الأولى إلى غاية التحول العارم الذي طرأ عليها بعد الاعلان عن إنشاء دولة إسرائيل سنة 1948م.

و كثيرة أيضا هي الدراسات التي تناولت ذات القضية خلال الفترات التي تلت ذلك الحدث إلى غاية اليوم، لكن، لا يمكن فهم هذه المرحلة و لا تلك فهما صحيحا من دون الإلمام ببعض الحيثيات ذات الصلة بالأطراف و الآليات و المناورات التي ساهمت في تجسيد ذلك التحول الراديكالي الذي طرأ على جزء حيوي من الأمة العربية سنة 1948م، لأن تلك المعطيات هي سبيل كل فهم و استيعاب؛ فبدونها لا يمكن إدراك الحاضر إدراكا صحيحا، و لا قراءة المستقبل قراءة سليمة و صائبة.

من هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة لإظهار بعض تلك الآليات و الخلفيات و الأطراف الفاعلة، التي بتظافرها زرع جسم غريب داخل الأمة العربية، و في ذات الوقت طمس جسم آخر أصيل في ذات الجغرافية، و ذلك عبر الارتكاز على كتابات زعماء الصهيونية الأوائل، و كذا أهم الصحف اليهودية المدافعة عن الفكر الصهيوني و المروجة له في فرنسا بالخصوص، الصادرة خلال ذات الفترة التي صيغت فيها الآليات و برمجت فيها أهم تلك التحولات.

و بحكم الضرورة العلمية فقد زاوجت بين المنهجين "الاسترجاعي" القائم على التوثيق بهدف إعادة البناء التصوري للماضي و بين المنهج "التحليلي" القائم على فحص و تحليل المادة التاريخية المسترجعة.