زوال المانع في مناسك الحج : دراسة فقهية مقارنة

الملخص AR

إن الحمد لله نحمده و نسعينه و نستهديه، و نعوذ به من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، و نشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، أما بعد :فإن ديننا الإسلامي الحنيف دين تميز باليسر و التيسير، و رفع الحرج و العنت، و إسقاط المؤاخذة مع الأعذار، قال الله تعالى : (الروم لقمان السجدة الأحزاب سبأ فاطر يس).

و أحكام الشرع لها مقتضيات أصلية، و لها مقتضيات تبعية تتغير بحسب الطوارئ على المكلف من أعذار و موانع.

فالصلوات الخمس فرائض محتمة، و لكنها قد تسقط عن المكلف لحيض أو نفاس، أو إغماء على اختلاف بين الفقهاء في وجوب القضاء عليه و عدمه.

فكذلك الحج؛ فإنه ركن من أركان الإسلام، يجب على المستطيع من المكلفين، و لكن لما كان قاصد الحج عرضة للطوارئ و الموانع من إحصار بمرض أو عدو، أو حبس، أو حيض، أو زوال عقل بإغماء أو نحو ذلك؛ حسن البحث في المسائل المتعلقة بموانع الحج في حالتي استمرارها أو زوالها، و سواء في ذلك الموانع المتعلقة بمنع الوجوب، أو الصحة و الإجزاء، أو الإتمام والوصول للبيت.

و لا ريب أن هذه المسائل تعم بها البلوى، و يحتاج عدد كبير من المسلمين إلى معرفة أحكامها في كل سنة.

و تلك المسائل و إن كانت مسطورة في أمهات الكتب الفقهية، إلا أنها متناثرة فيها و متفرقة، فكانت الحاجة قائمة إلى جمعها في بحث متخصص مستقل، تقريبا للبعيد، و جمعا للمتفرق، تحقيقا لأحد أهم مقاصد التأليف و التصنيف.

فلهذه الحاجة و الأهمية المنوه بها؛ و ددت جمع المسائل الفقهية المتعلقة بزوال المانع في مناسك الحج في هذا البحث، و دراستها دراسة فقهية مقارنة، مع الترجيح بين تلك الأقوال على ضوء المرجحات المقررة في فن أصول الفقه، مسهما بذلك في الإثراء في مجال البحوث الفقهية، و سميته ب"زوال المانع في مناسك الحج-دراسة فقهية مقارنة-"، و الله سبحانه الموفق للصواب.