من لطائف الدلالة النحوية في تفسير ابن باديس : قراءة نماذج من مجالس التذكير

الملخص AR

حظي الدرس النحوي لدى ابن باديس بأهمية معتبرة، تطرق فيه بدراسة مستفيضة، متبعا المسلك العلمي المستوحى من ارتقاء النص القرآني.

متحولا إلى حياة لغوية مشرفة به على آفاق علمية جديدة آخذا بأساليب متنوعة من النظر و التدبر و الاستقراء.

و لعل المسائل التي عالجها في مجالس التذكير كالدلالة النحوية رسمها في ذهنه و قرها في ناصيته، فهو لم يستأنس بآراء النحاة، إنما كان يستند إلى ما تملي عليه ملكته، و ما أفاده من مجالس العلم.

فكان من الطبيعي أن تنشأ عن هذا كله نباهة مكنته من أن ينسجم مع لغة القرآن، و يقف على دقائق الدلالة النحوية التي بلغت ذروتها في مجالس التذكير، فالاقتراب منها يتطلب ذهنا مرموقا و قريحة أريبة لانغماس في لبها و استنباط معناها.

إنه يمتلك طاقة لغوية مركزة موجهة لجمهرة أهل العلم، تمثل وثيقة روحية و علمية لأولي النهى، لا يقوى طالب العلم التهرب من قراءتها فهي مبدأ الحرمة لفصاحة الشيخ.

السؤال المطروح: هل تمكن ابن باديس بهمته العلمية من بلوغ مراده في استيفاء هذه المسألة النحوية حقها؟ أحاول في عملي هذا أن أبرز الوطأة الدامغة للإمام يدافع فيها عن لغة القرآن، و ينافح عن دلالته النحوية مصطليا لهيبها