وظيفة رئيس الدير من خلال وثائق التيبيكا البيزنطية من القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر الميلاديين

الملخص AR

تناولت هذه الدراسة جوانب الحياة في المؤسسات الدينية البيزنطية، والأوضاع و النظم الخاضة بها من خلال وثائق " التيبيكا " التي قام المؤلفون لها بتنظير تلك الحياة بوثائقها، مبينة طريقة اختيار الرئيس العام للدير بصورها المتباينة من دير لآخر بحسب قواعده و توجهاته ما بين التعيين المباشر أم الترشيح و الانتخاب، كما حددت تلك القواعد سنه المناسبة، وسماته الخلقية، و ما ينوط به من تكليفات و إشراف تعددت صورها من التخطيط لكافة شئون الدير، اختيار الرهبان وفق منظومة دينية أخلاقية، و تخير وكيل من عدمه، كذلك تقبل وجود الحماية الخارجية أو الاكتفاء بالإدارة الذاتية، كما شرعت عدة لوائح تنظم العمل داخل الدير إما بالإشراف المباشر للرئيس أو توكيله لمن يقوم بهذا الدور، كما أشارت الدراسة إلى دور الرئيس في إزكاء الوازع الدينى لدى رهبانه، ووأد الخلافات في مهدها، و مراقبة سلوكيات الرهبان، و منع الاتصال الخارجى أو الخروج من الدير إلا لضرورة قصوى تقتضيها الظروف كمقابلة الإمبراطور أو سلطة دينية أعلى، كما وضحت الدراسة علاقة الرهبان بأسرهم بين المنع و السماح، و ممارسة العزلة بخلايا تابعة للدير، و عملية الاعترافات اليومية التى تقام بحضور الرئيس، بل إنها تشمل الرئيس ذاته و لكن بكيفية لها خصوصيتها، و أشارت الدراسة إلى كون هيمنة الرئيس لا تجعله فوق طائلة الحساب لو ثبت تقصيره في واجباته أو شابت ذمته المالية شائبة.

و بذلك ألقت الدراسة دائرة من الضوء على حياة الرهبنة بالأديرة البيزنطية إبان فترة القرن الحادى عشر الميلادى