القدرات الأمنية و العسكرية للمؤسسة العسكرية العراقية لمواجهة التحديات المحتملة بعد الانسحاب الأمريكي على ضوء التجربة الأفغانية و تداعياتها

الملخص AR

تحاول الدراسة سبر أغوار القدرات العسكرية و الأمنية العراقية في ظل التحديات القائمة و المحتملة خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من العراق بعد تحديد معالم تلك القدرات و مواطن قوتها و نقاط ضعفها في ظل بيئة غير مستقرة و نظام سياسي قلق و اقتصاد هش يعاني من نوبات التراجع و الانكماش و واقع اجتماعي فرض نفسه بقوة على الحالة الأمنية و العسكرية إلى الحد الذي باتت تلك القوة غير قادرة على فرض إرادة قوة الدولة، فضلا عن ما سيصاحب الانسحاب الأمريكي من العراق من نتائج قد لا تكون ظاهرة أو محسوبة بدقة ليس لكون الوجود الأمريكي قد أضاف خلال مدة تواجده عوامل قوة للمؤسسة العسكرية و الأمنية العراقية و لكن لكون المغادر الأمريكي يريد أن يثبت للعراقيين و للجوار الإقليمي أن بقائه يشكل عامل أمن و استقرار أكبر بكثير من إجباره على المغادرة بضغط برلماني و استخدام مبرمج لوسائل القوة المتيسرة من فصائل المقاومة الرافضة لوجوده على الأراضي العراقية.

كل ما ذكر لا يمكن ان يبحث أو يقرا استراتيجيا بمعزل عن الحالة الأفغانية أو انعكاسات المشهد الأفغاني الذي نجم عن تداعياته ما يقطع الشك بأن السنوات التي أمضاها الجيش الأمريكي في بناء القوة العسكرية و الأمنية الأفغانية و التي تزيد على عدد سنوات تواجده في العراق قد ذهبت أدراج الرياح و أن طالبان كانت الأقدر على ملء الفراغ الأمني و العسكري فضلا عن تبوؤها لمركز اتخاذ القرار السياسي بعد هزيمة حلفاء أمريكا.

أن دراسة الحالة العراقية و القدرات المتاحة لمواجهة الاحتمالات القائمة و المحتملة يجب أن لا تهمل دوافع تلك التداعيات التي أدت إلى ما حصل في أفغانستان رغم عدم تطابق الصورة كليا بين العراق و بين أفغانستان إلا أن اللاعب الأمريكي و الجوار الإقليمي و التداعيات السياسية المصاحبة لنتائج الانتخابات و ما أفرزته من مخرجات و التي اهتزت على أثرها مقومات قوة الدولة قد تؤدي إلى ما يمكن أن يقارب أو يتقارب من ناحية النتائج مما حصل في أفغانستان .