دور اليونسكو و الاتحاد الأوروبي في تنمية و تطوير المؤسسات الإذاعية و التليفزيونية بدول جنوب المتوسط

الملخص AR

تنطلق هذه الدراسة من فرضية و هي: أن لليونسكو و الاتحاد الأوروبي دورا هاما في تنمية و تطوير المؤسسات الإذاعية و التليفزيونية لدول جنوب المتوسط، رغم وجود بعض العوامل التي تحد من فاعلية هذا الدور.

و من أهم النتائج: 1- اتسمت الفترة التي أعقبت انتفاضات الربيع العربي بتحولات عميقة اجتماعية و سياسية و تكنولوجية، أثرت بشكل كبير على قطاع الإعلام ووسائل الإعلام المختلفة و على رأسها التليفزيون، حيث أنها تتأثر بالبيئة العامة التي تنمو فيها، فتغيرت الأدوار التي تؤديها الجهات الفاعلة الدولية وشركات الإنترنت و الجماهير المستمعة و المشاهدة للراديو و التليفزيون، إلى جانب التغيير الذى طرأ في بيئات المعلومات على المستويات الوطنية و الإقليمية، الأمر الذى دفع كل من منظمة اليونسكو و الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف جهودهما في مجال تنمية و تطوير قطاع إعلام منطقة جنوب المتوسط بشكل عام و هيئات البث العامة بشكل خاص، وذلك لدور وسائل الإعلام الهام في مساندة و دعم و دفع عجلات التحول الديمقراطي إلى الأمام أثناء انتفاضات الربيع العربي، لكى تصبح حلقة الوصل و الجسر الذى يربط جنوب و شمال البحر المتوسط معا.2- كما شهدت سنوات العقد الثاني من القرن الواحد و العشرين محاولات عديدة للتحول الديمقراطي و التحرر و التقدم التكنولوجي، و أدى ذلك إلى نمو هائل في عدد المنظمات الإعلامية الغير حكومية العاملة في المنطقة المتوسطية سواء المحلية أو الدولية، و التي تتولى عدد من الأدوار تتراوح ما بين الدعوة والتوعية و بناء القدرات و تطوير المؤسسات و بناءها و الإصلاح القانوني و الهيكلي، و تعديل السياسة العامة و الرصد و التقييم لأداء المؤسسات الإعلامية المختلفة، إلى جانب دور مجتمع المانحين الدوليين و على رأسهم الاتحاد الأوروبي الممول الرئيسي لمشروعات إصلاح و تطوير قطاع الإعلام و التي تعطى اهتمام بالغ بتطوير المؤسسات الإذاعية و التليفزيونية لدول جنوب المتوسط و العمل على جعلها هيئات بث عامة، فعلى الرغم من الجهود المبذولة و الميزانيات التي تخصص لتطوير هذا القطاع، إلا أن قطاع تطوير الإعلام النشط في المنطقة يواجه تحديات عديدة تحد من فاعلية هذه المشاريع و تؤدى إلى إضعاف نتائج هذه الجهود بعد تنفيذها.