صورة العرب و المسلمين عند المستشرق ألفونس إتيان دينييه

الملخص AR

يهدف المقال إلى إبراز صورة العرب و المسلمين من خلال كتابات المستشرقين.

كيف يتصرف العرب و المسلمون، كيف يعيشون، كيف يفكرون، و ما هي طبيعة معتقداتهم، و ما هي أبرز السمات التي تتصف بها شخصيتهم؟ لا أعتقد أني أبالغ إذا قلت بأن صورة العربي أو المسلم في الأعمال الأدبية، وغير الأدبية للكتاب المستشرقين، جاءت غير مشرفة.

فرغم ما توصل إليه الفرد العربي أو المسلم من قفزة نوعية تعكس تقدمه الحضاري و نضجه الفكري، إلا أن هناك من المستشرقين من يصر على إبراز شخصية الفرد العربي في صور سلبية دنيئة، فهم أهل جهل و تخلف و فشل وذل و انهزام، و مرد ذلك طبعا لما يحملونه في أعماقهم من مشاعر الكره و الحقد للعرب و للمسلمين.

فالشخصية العربية ــ عند هؤلاءــ عدوانية بالغريزة، تميل إلى الصراع و الإرهاب و الخراب، و تعود هذه العدوانية للإسلام الذي نادى بسمو المسلمين على غيرهم، بالإضافة إلى أنه دين نزعة تخريبية، فهو مجرد مجموعة أوامر و نواهي، للحد أن الذي ليس لديه معرفة بحقيقة الإسلام، من أنه يحمل رسالة حضارية و إنسانية كاملة سوف يخرج بانطباع أن هذا الدين لا يتجاوز كونه دينا ذا طقوس صارمة يمكن حصره في ثنائية الحلال و الحرام.

كما ترى هذه الفئة بأن الشخصية العربية، تعاني من أزمة هوية و انتماء حضاري، ولدت لديها شعورا بالإحباط.

و باختصار فالشخصية العربية، تمتاز بالعدوانية و الانفعالية.

في حين وصفت الشخصية الأوربية بالعقلانية و بالاتزان و الواقعية.

و رغم ذلك فقد لمسنا مواقف عند القلة القليلة من المستشرقين من أنصفوا العرب و المسلمين، بحيث أعطوهم حقهم، و أنزلوهم المنزلة التي يستحقونها بالفعل، من هؤلاء المستشرق الفرنسي ألفونس إتيان دينييه، المولود بباريس سنة 1861، و المتوفي سنة 1929.