الأعراف العشائرية القضائية : تراث لامادي مهمل للمنطقة العربية

الملخص AR

الأعراف العشائرية القضائية – تراث لامادي مهمل للمنطقة العربية


يتراجع في الوطن العربي دور العادات و الأعراف العشائرية كمكون ثقافي مناطقي وهوية تراثية للمنطقة ودول المنطقة.

و يعود ذلك التراجع إلى عدة عوامل منها السياسات الاستعمارية في المنطقة قبل نشأة الدولة الوطنية و استقرار الثقافة العشائرية في المتخيل العام كتراث رجعي و نمط معيشي بدائي لا يتناسب مع الدولة الوطنية الحديثة وقد ساهمت كتابات الأنثروبولوجيا المتقدمة و المتأثرة بالنهج الاستعماري كما في كتابات إيفانز بريتشارد و كاسكيل و رنر في تثبيت و نشر ذلك المتخيل كحقيقة علمية.

ألا أن الدراسات الأنثروبولوجية المتأخرة و خاصة في العشرين عاما الماضية أتاحت الفرصة إلى إعادة قراءة التراث العشائري القضائي و تقييمه من خلال نظريات التعددية القانونية و ما بعد الكولونيالية.

ولم تقتصر تلك الدراسات على البحث في المنطقة العربية، بل تعدتها إلى مناطق القبائل في شمال أفريقية كما في دراسات بيرترام تورنر أو وسط آسيا كما هو الحال عند يوديت باير أو في المنطقة العربية كما في دراسات فرانك ستيوارت و سباستيان مايزيل و أحمد فهمي عبد السلام.

حيث أكدت أبحاثهم على وجود بنيوية مؤسسية متطورة للمنظومة العدلية عند العشائر العربية لا يستقيم مع وصفها بالبدائية أو السذاجة أو حتى وصفها كمنهج عرفي قضائي.

و اعتبار الثقافات العشائرية جزء من تراث المنطقة العربية هو إشكالية تستدعي إعادة قراءة مكونات هذا التراث قراءة تصالحية بين التراث العشائري و التراث الديني و المعاصرة و هو هدف هذه الدراسة حيث تتناول عرضا لأهم السمات المميزة للمنظومة العدلية العشائرية و آلياتها و أهمية التعرف و الحفاظ على التراث العدلي العشائري كأحد مكونات التراث اللامادي للمنطقة العربية.

تتناول الورقة رضا لأهم السمات المميزة للمنظومة العدلية العشائرية و أهمية التعرف و الحفاظ على التراث العدلي العشائري كأحد مكونات التراث اللامادي للمنطقة العربية.