الاقتصاد الرقمي : مزاياه، تحدياته، تطبيقاته

الملخص AR

أن العالم يعيش موجه من التحولات الواسعة وثورة من العلم و التقنية وحركة واسعة تطال شتى المجالات نتيجة إلى التطور الهائل في العلم و التكنولوجيا هذا التطور جعل الأقتصاد العالمى يستفيد من السرع و الفاعلية التى توافرت له، مما أدى إلى ظهور أفكار جديدة تعكس هذه التطورات، و من بين هذه الأفكار نجد العولمة الاقتصادية التى جعلت العالم في شكل قرية صغيرة .

لقد أحدث التقدم الهائل في التكنولوجيا و ما شهده العالم من تطور كبير في مجال المعلومات و الأتصالات إلى ظهور أنماط جديدة في حياة الإنسان الأقتصادية و الأجتماعية و العلمية و حيث أن الأقتصاد أصبح يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا في شتى مجالات الأقتصاد العالمى، هذا الأمر قد أحدث تغيير في طرق ووسائل تنفيذ الأنشطة الأقتصادية، أدى ذلك إلى ظهور نوع جديد من الأقتصاد و هو ما يطلق عليه "الأقتصاد الرقمى" أو اقتصاد المعلومات الذى يعبر عن رؤية مستقبلية لعالم تكون فيه المعلومة الأقتصادية الركيزة الأساسية للإقتصاد.

لقد أصبح التحول نحو الأقتصاد الرقمى مسارا أجباريا لا توجهها أختياريا وذلك لما قامت به الرقمنة من أحداث تغييرات عميقة في تنظيم الأقتصاد العالمى و إعادة تحديد سلاسل القيمة و دفع التوجه نحو إنجاز المهام في أقل وقت و بأقل مجهود ممكن.

أن الأقتصاد الرقمى يعمل على نشر مجتمع المعلومات و المعرفة ذلك أنه يحدث مجموعة من التغيرات الأستراتيجية في طبيعة المحيط الأقتصادى و تنظيمه ليصبح أكثر استجابة مع تحديات العولمة و تكنولوجيا المعلومات و الأتصالات.

و تعد تقنية المعلومات و الأتصالات و ما تحذوه من خطا متسارعا في التطوره و الأنتشار في العالم من أهم النقلات في القرن الحادى و العشرين، إذ أصبحت التقنية هى اللغة الواحدة لشعوب العالم و القاعدة الأساسية التى تنطلق منها في تعاملاتها و رفع مستوى تقدمها و تطورها لمواكبة التتابع الزمنى الذى أنهى المسافات و يسر الحصول على المعلومة، من خلال التعامل و التبادل و الأشتراك بالمجالات السياسية و الاقتصادية و الأجتماعية و العلمية.

الأمر الذى يتضح معه أن هذا النوع من الإقتصاد يعتمد و يتسند إلى تكنولوجيا المعلومات و الأتصالات و الأرتباط بشبكة المعلومات العالمية و خدمات التبادل للمعلومات الرقمية التى اسقطت و ألغت كل الحدود و الحواجز أمام تدفق المعلومات و السلع و الخدمات وحركة رؤوس الأموال من أجل الوصول إلى الأسواق بغض النظر عن أماكن وجودها وزمانها أنه الأقتصاد اللاحدودى .

لقد بات الصراع في العالم هو الوصول السريع إلى المعلومات و امتلاك طرق تداولها و تحليلها من أجل اتخاذ القرار السليم المبنى على الدقة لرسم السياسة الأقتصادية للدولة، لقد بات لزاما على الدول ضرورة تطوير تقنيات و أساليب تمكنها من تأمين نفاذ أكثر تناسقا للمعلومات، يوفر لها عدة خيارات في كل زمان و مكان يضمن لها التكيف مع متغيرات البيئة الدولية من خلال اعتمادها على الأقتصاد الرقمى الذى أصبح يأخذ مكانته كضرورة حتمية لتنمية اقتصاديات الدول، على اختلاف تكوينها و مستويات تقدمها .

و نتيجة لهذا التطور أصبح الأقتصاد الرقمى هو القوة الحالية و القادمة لجميع الدول الذى أسهم في توسع دائرة حجم المعاملات الأقتصادية بين الدول، و أضحى العالم سوق إلكترونية تنافسية واسعة و أصبح مجالا خصبا أمام الدول للإستفادة منها كوسيلة حديثة لتحقيق معدلات نمو أعلى في اقتصاديتها.

لقد أصبحت الأقتصاد الرقمى يمثل ثيمة العصر الأمر الذى دعانا إلى تناول موضوع الأقتصاد الرقمى محاولين قدر الإمكان التعريف بالأقتصاد الرقمى موضحين ماهيته و ما يستند إليه هذا النوع من الإقتصاد و ما هى متطلباته و آلياته و مكوناته ومزايا هذا الأقتصاد و مدى أمكانية تطبيقه على أرض الواقع.