الرموز الشعبية و دورها في أعمال النحت الخزفي

الملخص AR

يعتبر الرمز من أهم عناصر التراث الشعبي فهو موجود في معنى و مضمون وموضوع أي عمل تشكيلي شعبي، فنادرا ما ترى عملا تشكيليا شعبيا إلا و الرمز يمثل قيمته، و يقربه من ذوق العامة.

و الرمز من الناحية الفنية لغة تشكيلية يستخدمها الفنان للتعبير عن أحاسيسه و انفعالاته نحو كل ما يهز مشاعره من أفكار و معتقدات، وكلما تعرفنا على تلك اللغة و أجدنا تفسيرها، أصبحنا أكثر قدرة على فهم و دراسة الفنون الشعبية.

إنه الوحدة الفنية التي يختارها الفنان الشعبي من محيطه لكي يزين بها إنتاجه الفني، و يكسبه طابعا خاصا، بشرط أن يكون الرمز محملا بقيم المجتمع الثقافية و الفكرية.

الرمز قد يكون شكلا لطير يهواه الفنان، أو نبات يعتز به الناس، أو حيوان محبوب أو وحش تخشاه الجماعة، وقد يكون شكلا لشيء شائع الاستخدام أو خطوطا هندسية أو مصطلحات أخرى لها معنى وقيمة تنتشر بين الجماعة و تستمر كرمز متفق عليه" ^([1])يعد الرمز هو صلب الحياة الاجتماعية باعتباره لغة اتصال و حوار بين أفراد المجتمع الواحد حيث يتمثل في دلالات معنية من خلال الرسوم و الأشكال وغيرها من أدوات التعبير لأنه "يشير إلى شيء بحسب ما اصطلح عليه العرف أو ما أقرته التقاليد منذ زمن بعيد" ^([2])والفنان الشعبي يعبر أثر ما يعبر عن قضايا حيوية و احتياجات هي متطلبات المجتمع وغاية مقاصده بطريقة سهلة و بسيطة، يكشف فيها عن هدف يتجه إلى تحقيقه
[1] - أكرم قانصو: التصوير الشعبي العربي (سلسلة عالم المعرفة – المجلس الوطني للثقافة و الفنون – الكويت – 1995) – ص 85.

[2] - حسن محمد حسن: الأسس التاريخية للفن التشكيلي المعاصر (دار الفكر العربي، القاهرة، 1979، ج2) ص 113.