المرأة و شواغل الواقع الاجتماعي و الثقافي في سيرة زهور ونيسي

الملخص AR

قيض للمرأة أن تنتج أدبا و تمتلك الجرأة لتكتب سيرتها و تجاربها الانفعالية، و أن تحظى باعتراف الساحة النقدية، فجسدت صور الأنثى و استوعبت احتجاجها الغاضب على أوضاعها الاجتماعية و عمق المواجهة التي تخوضها محاولة إثبات وجودها إلى جانب الرجل و إطلاق صوتها الخاص لقراءة ذاتها وسط نمط اجتماعي سائد و تحولات سياسية و ثقافية، و من ثم فإن الإبداع النسائي يعيد قراءتنا و يواجهنا بشراسة أحيانا، و هو يكشف بعض ما في مرحلتنا الثقافية من أقنعة، و من تحولات جارية في قلب مجتمعاتنا.

و قد حاول هذا البحث الوقوف عند تجربة الأديبة زهور ونيسي في سيرتها الذاتية "عبر الزهور و الأشواك ؛ مسار امرأة" التي صدرت عن دار القصبة فيما يقارب 500 صفحة، ليوضح من خلالها شواغل المرأة الجزائرية و قضاياها الاجتماعية منذ ثورة التحرير، بحثا عن أفق أوسع للحرية، تحقق المرأة فيه توازنها المفقود بين ذاتها الداخلية، و ذاتها الاجتماعية، وسط مجتمع ذكوري، خاصة و أن زهور ونيسي مجاهدة و معلمة و أديبة و سياسية ؛ فهي تلميذة مدرسة بن باديس، تنتمي إلى الفكر الإصلاحي الذي واءم بين المحافظة و التحديث، بين قيم الإسلام، و قيم المعاصرة، بعيدا عن استنساخ النموذج الغربي المملى لصورة المرأة المتحررة من كل شيء، و بذلك تعرضت الدراسة لعلاقة المرأة بالرجل من خلال مواجهة الاستلاب الذكوري و قضايا الزواج و الطلاق و إنجاب البنات، كما وقفت الدراسة عند تعليم المرأة و عملها وموقفها من القضية الوطنية وكلها منافذ لتحررها و تحقيق ذاتها.