الفكاكون في عصر بني نصر بالأندلس (635-897ه 1238-1492م)‎

الملخص AR

افتكاك الأسرى يعني تخليص رقبة المأخوذ في أسر بالنزع من يد القابض بمبادلة أو فدية، وموضوع افتكاك الأسرى في الأندلس من أهم المشكلات التي تعرض لها هذا الإقليم، وبدا جليا مع سقوط الخلافة الأموية عام 422هـ/1031م، حيث آل أمر الأندلس إلى الانقسام، و ظهرت قضية الأسرى خاصة مع زيادة خطر الممالك النصرانية التي حاولت استرداد الأندلس من المسلمين، و بالأخص في فترة بني نصر( بني الأحمر) (635 -897هـ/1238-1492م )
و بذلت في مشكلة افتكاك الأسرى جهود عدة سواء رسمية من قبل السلطات عن طريق المفاوضات أو عمليات تبادل الأسرى، فضلا عن وجود جهود غير رسمية متمثلة في الدور الذي قام به علماء الأمة، أو الأفراد بما أوقفوه من أموال الأحباس، و الصدقات لافتكاك الأسرى، كما ظهرت مبادرات فردية أدت إلى إحداث نشاط خاص بافتكاك الأسرى يطلق عليه الفكاك.

وقد تضمنت الدراسة تمهيد، و محاور أربعة، فالتمهيد وضح الدلالة اللغوية، و الاصطلاحية، و الفقهية لمصطلح الفكاك، ثم سلط المحور الأول الضوء على الامتداد التاريخي لنشاط الفكاكة في الأندلس حتى نهاية عصر بني نصر بغرناطة، و تناول المحور الثاني المؤسسات القانونية التي تضمنت نشاط الفكاك في عصر بني نصر، و الهيئات المعاونة لإتمام نشاطه، وتوضيح المعابر التي يتحرك من خلالها الفكاك بين الاقليمين الإسلامي و المسيحي، أما المحور الثالث تضمن صيغ بعض عقود الافتكاك، والوقوف على أركانه، و شروطه، و أنواعه، وجاء المحور الرابع ليتناول مدى تأثير نشاط عمليات الافتكاك، و الدور الذي قام به الفكاك سياسيا و اقتصاديا في الاقليمين و الإسلامي و المسيحي، ثم التي استخلصت نتائج الدراسة، و أهم التوصيات المتعلقة بمجال الدراسة.