المنهج التاريخي للكندي في كتابه الولاة و القضاة

الملخص AR

تعرض هذه الدراسة تحليلا و نقدا لواحد من أهم مصادر تاريخ مصر في العصر الإسلامي، و هو كتاب الولاة و القضاة لأبي عمر الكندي(ت355 ه/966م)، هذا العالم و المؤرخ و المحدث و الفقيه، الذي عاصر تقدم الحضارة الإسلامية و ازدهارها، وشارك مشاركة فعالة في تقدمها.

و يعد كتاب الولاة و القضاة عن مجموعة من التراجم للولاة و القضاة منذ بداية الفتح الإسلامي لمصر إلى قبل و فاة المؤلف؛ فقد قسمه أبو عمر الكندي إلى قسمين: الأول خاص بالولاة الذين تولوا مصر في تلك الفترة و كتب عنهم بكل شفافية و أمانه، حيث كان يكتب تاريخ تولي الوالي منصب الولاية باليوم و التاريخ الهجري مدعما ما يقول بالأحاديث النبوية الشريفة و التي تتلائم مع المناسبة التي قيلت فيها، و القسم الثاني خصصه للقضاة الذين كانوا على قضاء مصر إلى سنة (246 ه/866م)، و سار في نهجه للقضاة على نفس النمط الذي سار عليه في معالجته للولاة مع ذكر اليوم و السنة الهجرية التي تولى فيها القاضي القضاء، دعم ذلك بالأحاديث النبوية الشرفية و الآيات القرآنية مع الاهتمام ذكر الاحكام القضائية و تدوينها حيث احتوى المصنف على بعض الأحوال السياسية و الاجتماعية و العلمية و الأدبية في مصر في تلك الفترة، وقد تنوعت طرق الكندي في عرضه للأخبار، و اختلفت من فترة إلى أخرى، دون الإخلال بالقيمة العلمية للمصنف.