الإعلام المعاصر : بين تداول المعرفة و نقل خبرات الفن التشكيلي

الملخص AR

إن أهم ما يتسم به عصر ما بعد التكنولوجيا في مجال الاتصال - بالإضافة إلى إلغاء حدود المكان - هو اختزال الوقت و الزمن، ذلك ما يتيح ثورة معلوماتية لانهائية.

لقد أصبح عمق المستوى الثقافي في خبرة المتلقى لأعمال الفن التشكيلى لا يتوقف على تعزيز الخبرة بالمعرفة فقط، و إنما بالتفاعل المباشر من خلال عمليات التواصل المتبادل بين مجتمع الفن عن طريق وسائل الإعلام المعاصرة للقيام بدور فاعل في إنتاج و انتشار الفن التشكيلى بمختلف الفعاليات الفنية؛ وكلما تنوعت حصيلة المتلقى المعرفية حول تاريخ الفن، و أنماطه و أساليبه و تقنياته المختلفة، تعمقت ثقافته و ازدادت خبرته و منحته القدرة على الانتقال إلى مسئوليات أرقى في مجال التذوق الفني، و بذلك يتمكن من تحويل المعرفة إلى شيء ملموس، حينما يقوم بتنفيذ العمليات التقنية و الذهنية التي يمر بها الفنان أثناء تنفيذ و إبداع عمله الفني، مما يسهم في تنمية التذوق الفنى و الارتقاء بالوعى الجمالى للفرد و المجتمع.

و يهدف البحث إلى الاستفادة من وسائل الإعلام المعاصرة كقاعدة معرفية هامة في الألفية الثالثة، في انتشار و نقل خبرات الفن التشكيلى المحلى و العالمى، و كذلك الاستفادة من الإمكانات التي تقدمها وسائل الإعلام من خلال هذا التواصل الفني اللانهائى في تطوير برامج التذوق الفنى من خلال عملية الاتصال المتبادل بين جمهور الفن بشكل عام - و بخاصة دارسى الفن التشكيلى - و مختلف الفعاليات الفنية التي تقام على الإنترنت، فإن هذه الدراسة بمثابة محاولة للاستفادة من هذه الظاهرة التي يمكن من خلالها تنمية الوعى الجمالى لدى أكبر عدد من الجماهير التي تستخدم شبكة الإنترنت.

و تكمن أهمية البحث في المساهمة في تنمية الثقافة البصرية و تحسين فرص التعلم للمتلقى، و إيجاد حلول و مداخل جديدة بما يمنحه القدرة على تذوق أعمال الفن التشكيلى بشكل أعمق؛ من خلال عمل تجربة عملية ترتبط بالمقرر الدراسى لطلاب الفرقة الخامسة بكلية التربية الفنية، تقوم على تحديد دور الوسائط الإعلامية و علاقتها بنشر خبرات الفن التشكيلى في ضوء المتغيرات الثقافية المعاصرة من خلال استخدام مهارات الاتصال اللغوي و البصري و التكنولوجي لوسائل الإعلام، و التي يمكن من خلالها إتاحة الفرصة للطالب الحصول على أكبر قدر من المعلومات بما يوافق قدراته و مستوى الفاعلية، و إدراك أفضل لأدوات و تقنيات الفنانين في التعبير عن أفكارهم بوسائل مختلفة، و هذا التأثير له دوره الفعال في تحفيز كثير من الطلاب، مما يتيح للطالب التعمق و التجريب و الاكتشاف، بحيث يضمن التحسن المتزايد في اتساع مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية.

فيصبح هناك تنمية ثقافية بصرية تسعى إلى رقى المجتمع، و تؤثر بدورها في عملية التنمية البشرية في ميدان التعليم.

بما يساعد على زيادة إدراك المتلقي للثقافة التشكيلية المصرية و العالمية.