نحو تداول الفتوى المؤسسية عبر مواقع إلكترونية لضبط المنهجية الإفتائية

الملخص AR

من الظواهر الإيجابية في الوقت الحاضر تسابق دور و هيئات الإفتاء في العالم الإسلامي إلى الارتقاء بمستوى الخدمة ي مجال الإفتاء الشرعي المؤسسي، وذلك من خلال تمكين التطبيقات الذكية على أجهزة الأندرويد، وتوظيفها لنفع المجتمعات المسلمة، بهدف مواجهة فوضى الفتاوى، و نشر الفكر الوسطي المعتدل الذي يثمر الاستقرار و الأمن المجتمعي.

و من هنا تبدو أهمية المؤسسات المتخصصة في الفتوى الإلكترونية فيما تقدمه من معرفة إفتائية منضبطة إلى أكبر عدد من المستفتين في العالم؛ فالمؤسسية على هذا النحو تعتبر مرآة يظهر فيها التطوير و تحديد نوع الحضارة.

يضاف إلى ذلك أنها ذات طبيعة فنية وليست مذهبية؛ يعني ذلك أن المؤسسية لا ترتبط بمذهب معين، و إنما لها صلاحية تطبيقية في مذاهب متنوعة.

و المقصود هنا أن الفكرة التي نريد لها أن توضع موضع التطبيق، لابد أن تتولاها مؤسسة تؤمن التطبيق و تيسره، كما أنها تتيح المتابعة و التقويم، بالإضافة إلى أنها تسع التطوير و ترشده.

و تتميز إسهامات المؤسسات الإفتائية، في لغتها الفقهية الرصينة، التي راعت متغيرات الواقع في شتى مجالات الحياة، و صياغة الفتاوى المؤصلة، التي يبرز فيها تحقيق المناطات و اعتبار المآلات للنوازل و المستجدات، وهي إزاء ذلك تشتبك مع مناهج معاصرة متعددة تنازعها التصدر للإفتاء، تتمحور في مسلكها حول ذهنية التحريم أو التبديع و التشريك، أوتتبنى فكرا يغلب عليه الطابع السياسي، أو المنحى الجهادي التكفيري، و الترويج له عبر مواقع و صفحات إلكترونية تفوق الحصر.

و عليه فقد اشتمل البحث على مميزات الإفتاء المؤسسي و تداوله عبر مواقع إلكترونية، ثم تناول مسارات الإفتاء و رصد حالته في الفضاء الإلكتروني، كما احتوى على نماذج من فتاوى مؤسسية في مواجهة الفكر الجهادي التكفيري و تمويل الإرهاب.