ألقاب صغار الموظفين بالجبانة الصغرى بالجيزة

الملخص AR

تعد دراسة تقسيمات الجبانات من الموضوعات الهامة في فحص التطور و التغير الذى طرأ علي تلك الجبانات في كل فترة من الفترات، وهى تساعد كذلك في فهم أعمق لتعقيدات المجتمع المصري القديم، فقد عكست تقسيمات الجبانات وتوزيعها بل و التقسيم الداخلي للجبانات نفسها الوضع السياسي و الإجتماعي لكل فترة من الفترات، فعلي سبيل المثال يمكن من هذه الدراسات الخاصة بالجبانات استنباط الترقي الاجتماعي من مستويات اجتماعية متواضعة إلي أرفع مناصب السلطة، كانت الجبانات الصغرى من بين أنواع الجبانات التي تمنحنا الكثير من المعلومات القيمة عن التطور الطبقي و الاجتماعي، فبالإضافة إلي المعلومات التي نستقيها من التفاصيل المعمارية و طرق البناء و تطورها و حجم المباني[i]، تأتي النصوص و الكتابات في الجبانات في المقام الأول من الأهمية حيث ذكر فيها الأفراد مباشرة الكثير و القليل عن حياتهم و أوضاعهم الاجتماعية و مكانتهم وذلك من خلال ألقابهم ووظائفهم التي ذكروها في سيرهم الذاتية و عكست قربهم أو بعدهم في المكانة و علاقتهم بالسلطة الحاكمة المتمثلة في الملك؛ و تهدف هذه الورقة البحثية الى دراسة ألقاب ووظائف صغار الموظفين التي ظهرت في الجبانة الصغرى التي كشف عنها"Fisher"عام1924 وقد تميزت الجبانة بنوعية خاصة من طبقات الموظفين و الأفراد عكستها تلك الألقاب وقد أوضحت تميزها عن غيرها من تقسيمات الجبانة الغربية بالجيزة، وربما كان موقع الجبانة محددا منذ القدم مع تخطيط الجبانة الملكية من عهد خوفو لطبقة معينة من الموظفين، وهى تقع إلى الجزء الغربي من جبانة خوفو الملكية وفي نهاية سلسلة المصاطب المنتظمة و المتناسقة.

وقام "ريزنر" بتنظيف جزء مما أسماه "جبانة الوادي" و يعتبر عمل فيشر تطور و امتداد لما قام به ريزنر، و غطت هذه الجبانة موضوع البحث مساحة المنطقة التى عمل بها "فيشر" حوالي 60 متر مربع، أى انها ليست بالمنطقة الكبيرة و هو الأمر الذى ينصرف على ما قام به ريزنر في جبانة الوادى أيضا الذى حفر منطقة صغيرة ولم يكمل العمل بها[ii].

و ستساعد دراسة الألقاب في هذه الجبانة في التأكيد على تأثير الوضع الإجتماعى الواضح من خلال الألقاب في تقسيم و تخطيط الجبانات الملكية في الدولة القديمة.