قتل الوالد بالولد : بين الشريعة، و القانون

الملخص AR

الحمد الله و حده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبدالله و على آله و صحبه.

.

و بعد: فإن جريمة القتل من أبشع الذنوب، و أكبر الكبائر التي تلي الإشراك بالله، و عقوق الوالدين، في الفظاعة و القبح؛ لما اشتملت عليه هذه الجريمة من جرأة و جسارة على الدين و نظام المجتمع، فبها يهدم بنيان الرب - جلا وعلا -، وتنتهك حرمة المؤمن، و بها تسود الفوضى و التهارج بين أفراد المجتمع؛ و لذلك كله حرم الله تعالى هذه البلية تحريما قاطعا، و رتب عليها أقصى العقوبات، و ربط هذه العقوبات بشروط محكمة؛ لئلا يقع الحيف و الظلم على من اتهم بهذه الجريمة، و من المسائل التي تتعلق بها عقوبة القصاص، وقد نشب الخلاف فيها بين الفقهاء، وهي مسألة (قتل الوالد بولده)، و تحرير الخلاف فيها، فأرجو من الله أن يعينني على الإنجاز، و التحرير، و التحقيق في هذه القضية الدقيقة في باب الجنايات، فمنه -جل و علا- وحده أستمد العون و التوفيق؛ فإنه نعم المولى، و نعم النصير.