السيمولاكر في عنوان الرواية العربية : رواية( نزاز)‎ لطلال مرتضى أنموذجا

الملخص AR

قد يصيب الوهن كاتب ما ، حين يظل يرتاد على كتابة رواية تطول حياته، هذا الوهن ينتج من تلك الكلمات التي تختصر الحياة بكتاب، و ربما يتصوره يوما ما سيسجل على شكل فيلم لا يتجاوز ساعة، فيضع حيرته تحت محك حبره، و ربما ما هو مختصر سيصير أوسع من اسهابه لكن ليس بالحسبان ان يضع حياته كلها على المحك و ظاهرة علنيا ، لذا يضع وهنه في شخصية تحاكي الحقيقة و تقترب من السراب الا انها ليس السراب ولا الحقيقية، هذا هو مختصر السيمولاكر، و هو مختصر لنزار طلال الذي وهن ذاكرته كي يسبر في غواية الاحداث التي مر بها من الطفولة وحتى رحلة الاغتراب برواية سجل الاحداث فيها بدقة مع الاقتراب لشخصه كخط ثاني وهمي و كأنه يقول هو انا في رواية ( نزاز) و في الوقت ذاته يضعك امام شخصية وهمية ثانية تتشابك فيها الاحداث و تنطلق من ذات الكاتب الى الذات السوري ، الى الذات العربي الذي ما عاد إلا و لكل شخص وهن عربي يحاول ان يصطحب معه سيمولاكر كي يحمله عنه.

حاول طلال مرتضى ان يصيغ عنوان لروايته و خلال رحلة كتابتها ، بمحض ارادته اعطى عنوان ثم لغاه ، و هكذا ثلاث مرات حسب حوار معه ، الا في الشوط الأخير اختار نزاز، و هي المياه التي تتسلل الى الأرض، و تفسد الزرع، لتكون الشخصية الوهمية الأخرى التي تقود المجتمع من دون يدرك ان التسلل لا يحمل معه الا الاملاح التي تفسد الجذور، و تقتل النبات و تنشأ العفن، و تغير الأرض، و تمحل الفلاح، و حينها ما عاد شيء يفهم الا الجوع، هكذا فسر لنا طلال مرتضى بعتبة عنوان روايته، مع ما أضاف اليها من حياته، قساوة الاسرة، فهم الدين، الشخصية المتدينة الوهمية، القرآن الثاني لكتاب الله، الأرض ، المال ، العلم ، الحب، الخيانة ، كلها يضعها من مجتمعه في سيمولاكر بخط وهمي ثاني لتكون الصورة الثانية الواضحة للمجتمع العربي.

يضع المرأة بصورة التقاليد ، ثم يخرجها من صور منتزعة من واقعه المر ، فهي بصور عدة اختزلت في سيمولاكر يطالها العنوان : النزيز بين ما يلهبها الجنس تنزوي تحت التقاليد بصور ثانوية أخرى وبهذا عبر عن المرأة بأشكال و اشكاليات ليصيغ لنا تجربة جديدة ولوحة متصلة بين العتبة و المتن .

القرآن الكريم، مع انه استخدم أسلوبه ، طرحه طرحا اخر بين مفردات الرجل الدين الوهمي الذي لم يشاهد في حياته غير الترهيب، و بين الكلمات الضائعات مثل الرحمن و الرحيم والغفور ، مع ان تجلي الأسلوب القرآني رآه ارث في داخله و شخصية ثانية امتدت له وهمية يراها انفصلت عنه و هو في عالم التمدن الأوربي ، لذا يرجع للأسلوب لان من الوهم ان يترك ما تربى عليه، فهو سيمولاكر اخر يغيب بالظاهر ويعيش في الجوهر.

اختصار تعريف السيمولاكر يعني اختصار طلال مرتضى الذي بدأ برحلة طويلة جدا، من الصفحات، بدأ لا يعلم ، وانتهى بأعلم، و من خلالها عبر عنها، ان الذكريات جبل انهال علي، كما عبر ان عنوان نزاز جاء بالشوط الأخير