حركة النهضة الإسلامية و علاقتها مع النظام التونسي بين المشاركة و المواجهة

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله r السراج المنير الذي أرسله الله رحمة للعالمين و على آله و صحابته الذين نصروه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إن حركة النهضة التونسية عريقة عراقة جامع الزيتونة في تونس، و معروف أن ذلك الجامع أدى دورا كبيرا في تاريخ تونس، كما ساهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية و العربية لتونس، ووقف سدا منيعا في وجه الاستعمار الفرنسي الذي كان يعمل على فرنسة المجتمع، وجره إلى دائرة التغريب و الفرنسة.

تعد حركة النهضة التونسية جزء لا يتجزأ من الواقع السياسي التونسي وهي و إن لم تتمكن من التحول إلى الرقم الصعب في المعادلة السياسية التونسية، إلا أنها استطاعت أن تهز الواقع السياسي الذي كانت ترسم مساراته و منحنياته ضد القوى العلمانية و التغريبية.

بالرغم من إن تلك السياسة التي تبنتها حركة النهضة التونسية خلال الأعوام 1989-2007، لم تلق دائما النجاح الذي كانت تريده، فقد أصبح تأثيرها عكسيا إذ ازدادت حركة الرفض و المقاومة و امتدت إلى المثقفين الذين درسوا في المدارس و الجامعات الفرنسية وأمنوا بالتطور و تشبعوا بقيم الحداثة الجديدة لاسيما وان عند بداية تأسيس الحركة اذ كان المناخ السائد في البلاد مناخا تغريبيا تتجلى فيه الأنماط الغربية بكل صورها، و كان مشروع الحركة مناقضا لمشروع الحكم و القوى السياسية التي كانت تسبح في فلك السلطة.

من هنا جاء اختيار موضوع حركة النهضة التونسية و علاقتها مع النظام التونسي بين المشاركة والمواجهة 1989-2007، لإعداد هذا البحث و الذي قسم إلى عدة محاور تضمن المحور الأول، نشأة حركة النهضة و التأسيس، فيما تناول المحور الثاني مرحلة المشاركة السياسية للأعوام 1987-1989 و كانت تلك المشاركة على ثلاثة أوجه و هي، دعوة الحركة للانضمام للمجلس الأعلى للميثاق الذي سيضع دستور البلاد الجديد و التوجهات الأساسية لجمهورية ما بعد الرئيس بورقيبة كذلك تمكين الحركة من ان يقع تمثيلها رسميا للمجلس الإسلامي الأعلى فضلا عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية و تناول المحور الثالث، سياسة المواجهة 1990-2007، فيما تناول المحور الرابع، تجربة حركة النهضة في المهجر.

نتمنى أن يكون البحث ثمرة بسيطة يتمكن من الاستفادة منها كل من يبتغي دراسة التاريخ ولاسيما تاريخ تونس و من الله التوفيق.