التعليل البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني في كتابيه الدلائل و الأسرار

الملخص AR

كان عبد القاهر الجرجاني في نظراته الثاقبة في اعماق التراكيب البلاغية رائدا للبلاغيين في مجال العلة والتعليل ,فقد لجأ في كتابيه (الاسرار والدلائل) الى تعليل الظواهر والاحكام ,إذ جمع في تعليله في ضوء حقائق ومبادئ نفسية بين الجانبين العقلي والعلمي والجانب البلاغي الذوقي, والعلل التي ذكرها الجرجاني في كتابيه انحدرت عنده من مصادر متعددة، فبعضها كان منحدراً ممّا ورد عند علماء الأصول، وبعضها ورد عند النحاة في مصنّفاتهم، فهم قد أشاروا إليها وعدوها مما يطرد في كلام العرب، وتنساق بموجبه قوانين اللغة، فهي علل مستوحاة من واقع اللغة، ومتصلة بها اتصالا مباشراً، إذ نجدها ظاهرة في كثير من استعمالات العرب لأساليبها وفنونها في القول، فعبد القاهر لم تكن غايته إظهارِ العلل تحقيقا لغاية التفنن والبراعة في استنباط العلل واستعراض تقسيماتها، وإنما كانت غايته سوق تلك التعليلات لتفسير الأحكام والقضايا المهمة والعالقة التي تعترضه، وفيها اشكالات مطروحة من السابقين.