البنية التحريرية للخبر في موقع وكالة أنباء الشرق الأوسط : دراسة تحليلية

الملخص AR

شهدت تكنولوجيا الاتصال تطورات مذهلة خلال الربع الأخير من القرن العشرين، و كان من أبرز مظاهرها تنامي دور الحاسبات الإلكترونية وشبكة المعلومات الدولية و التي كان ظهورها بمثابة ثورة عالمية اتصالية و معلوماتية، و مع تزايد أعداد المستخدمين لهذه الشبكة بصورة متلاحقة ثارت العديد من التساؤلات حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الإنترنت بين منظومة وسائل الاتصال وحول التأثير المتوقع لها على الجمهور و على وسائل الاتصال على حد سواء(1) إن ظهور شبكة الإنترنت و ما توفره من سرعة في إيصال المعلومات دفع بوكالات الأنباء إلى إنشاء مواقع لها على هذه الشبكة و إلى البحث عن وسائل حديثة تسهل عملية الحصول على المعلومات بيسر و سرعة، إن هذه المواقع أصبحت محط إقبال كبير من وسائل الإعلام و صانعي القرار، و كذلك من الصحفيين و الإعلاميين، الذين يبحثون عن المعلومة و الخبر السريع لتغطية مواضيعهم و الرجوع إلى خلفياتها بسهولة عبر العشرات بل المئات من المواقع، و إذ ما كانت وكالة الأنباء تبث في اليوم الواحد العشرات من الأخبار و المواضيع، فإنها بالتأكيد ستجد نفسها في حاجة إلى أرشيف إلكتروني للأخبار لتسهيل الحصول عليها بسرعة و بيسر، لذا نجد أن لأغلب وكالات الأنباء أرشيفا سابقا لأخبارها وذلك لتقليل الوقت و الجهد لعملية البحث، على الرغم من تنوع أساليب الأرشفة بالنسبة لها، فالمحصلة النهائية منها هو توفير خدمة معلومات للمستفيدين.

و مع التطور التكنولوجي للمواقع الإلكترونية و التدفق المستمر للكم الهائل من المعلومات أصبحت الإشكالية الأساسية ليست في الاطلاع على المعلومات بقدر ما أصبحت في فهم هذه المعلومات ووضعها في سياق له معنى و انطلاقا من ذلك فإن تفضيلات جمهور هذه المواقع لا يمكن حصره بأي حال من الأحوال في الاطلاع أوالحصول على المواد الخبرية حيث أن جمهور المستخدمين يحصلون بالفعل على كمية ضخمة من المواد الخبرية من المواقع الالكترونية للصحف المصرية تفوق ما حصلت عليه البشرية على مدار تاريخها على وجه الأرض ووفقا لنموذج الفرد المسيطر monitorial citizen وهي إحدى النظريات التي أفرزتها تكنولوجيا المعلومات فإن القارئ لا يحتاج فقط لتزويده بالمعلومات و لكن يحتاج إلى تصنيف دقيق لهذه المعلومات بهدف استكشاف تداعياتها و انعكاساتها على أنفسهم و مجتمعهم(2)