مصطلحات المرحلة الأولى من اللسانيات التوليدية

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار الميامين .

يتناول هذا البحث دراسة جملة من المصطلحات التي أسفرت عن تطبيق المنهج التوليدي التحويلي في دراسة اللغة ، ذلك المنهج الذي أحدث ثورة في علم اللغة الحديث ، وغير وجه الدراسة اللغوية ، وتربع على عرشها حتى قيل : إن مكانة أي نظرية لغوية تقاس بمقدار صلتها بهذا المنهج .

وأما المصطلحات التي تناولها هذا البحث فهي : علم اللغة التوليدي، وعلم اللغة التحويلي، ، والنحو التحويلي ، والنحوية ، والجمل النواة والجمل غير النواة ، والإنتاجية، والبنية العميقة والبنية السطحية ، والكفاية اللغوية والأداء اللغوي ، والحدس، وقواعد بنية العبارة ، والتحويل ، والتوليد ، والفطرة اللغوية ، والقواعد الكلية .

وقد سبق الحديث عن هذه المصطلحات الكلام عن واقع الدرس اللغوي قبل تشومسكي ، ودوافع نشأة اللسانيات التوليدية التحويلية .

واعتمد البحث على عدد من المؤلفات التي اهتمت بالحديث عن اللسانيات التوليدية ، مثل : النحو العربي والدرس الحديث للدكتور عبده الراجحي ، والمدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب، والمدخل إلى اللسانيات للدكتور محمد محمد يونس علي ، وفي اللسانيات ونحو النص للدكتور إبراهيم خليل ، وجذور النظرية التوليدية التحويلية في كتاب سيبويه لجابر التميمي ، وقواعد تحويلية اللغة العربية للدكتور محمد علي الخولي .

وينتهي البحث بخاتمة ضمت أهم النتائج التي توصل إليه هذا البحث وكان اهمها .

أن معظم الباحثين يذهبون إلى أن المدرسة التوليدية التحويلية قد نشأت على يد تشومسكي ، ولكن بعض الباحثين يذهبون إلى أن فكرة النظرية التوليدية قد جاءت في أعمال هاريس ، ومن الباحثين من يرى تأثر تشومسكي في نظريته بالدراسة اللغوية العربية القديمة .

واتضح كذلك من دراسة مصطلحات اللسانيات التوليدية أنّ تسمية هذه المصطلحات كانت من ابتكار تشومسكي ، ولكن مفاهيم بعض هذه المصطلحات لم تكن جديدة على الدرس اللغوي قبل تشومسكي ، أي لم تكن من ابتكاره ؛ فقد سبقه إليها غيره ، فمفهوم النحوية عند تشومسكي قد أشار إليه سيبويه من قبل في أول كتابه ، حين تحدث عن التركيبات المقبولة نحويا والتركيبات غير المقبولة نحويا ، ومن مثل ما ذكره في باب الاستقامة من الكلام والإحالة .

ومفهوم الإنتاجية – وهي الفكرة الاساسية التي توجه المنهج التوليدي- لم يكن من ابتكار تشومسكي ؛ إذ سبقه بلومفيلد إلى القول به ، بل إن بعض علماء العربية ، مثل ابن مالك وغيره قد أشاروا إلى هذا المفهوم إشارات بين التلميح والتصريح .

ومفهوما البنية السطحية والبنية العميقة كذلك لم يكن تشومسكي أول من ذكرهما ، فقد فطن إليهما علماء العربيّة القدامى ، فهم شغلوا أنفسهم كثيرا في الكلام عن قضية الأصل والفرع ، وكذلك أشار إلى هذين المفهومين لغويون غربيون قبل تشومسكي ، مثل جون لوتز ، يُزاد على ذلك أنّ فكرة فطرة الإنسان على إنتاج اللغة التي قال بها تشومسكي هي فكرة أخذها من ديكارت .

وقد أفاد تشومسكي من هذه الأفكار ، وأتى بأفكار جديدة ، واعتمد على ذكائه وعقليته الرياضيّة ، فصاغ نظريته التوليديّة التي أحدثت ثورة في علم اللغة الحديث ، وغيرت وجه الدراسة اللغوية ، وتربعت على عرشها ، وبقيت كذلك حتى الوقت الحاضر .