مفهوم تبذير و إهدار الطاقات في المنظور الشرعي : دراسة في آراء الفقهاء

الملخص AR

توصل البحث بعد هذه الجولة مع آراء الشريعة، في تبذير و إهدار الطاقات الى جملة من النتائج ’يلخصها البحث على النحو الآتي: أولا: تبين للباحث أن التبذير و الإهدار و التضييع و الإحباط و الإسراف، ألفاظا متقاربة و مفردات متشابهة من حيث المعنى، كما أفادت بذلك معانيها في اللغة و الإصطلاح.

ثانيا: تبين للبحث موقف القرآن الكريم بنحو جلي، من هدر الطاقات المعنوية و المادية على حد سواء، و أعربت الآيات الشريفة عن حرمة تبذيرها، بلسان قاطع وقول مبين، وقد جعل القرآن الكريم المبذرين إخوان الشياطين، تأكيدا منه على حرمة التبذير و قبحه.

ثالثا: لم تكن السنة الشريفة بأقل عناية و لا بأدنى رعاية، من القرآن الكريم في بيان موقفها من هدر الطاقات بصنفيها، و ما لذلك من أثر وخيم على مستوى الفرد و المجتمع، وقد تكفلت الأحاديث و الروايات الواردة عن نبي الرحمة(صلى الله عليه و أله)، و عترته الطاهرة(عليهم السلام) ببيان ذلك بشكل و اضح.

رابعا: كما تبين للباحث أن موقف العقل من تبذير و إهدار الطاقات، كان موقفا فطريا و مستقلا، في ادراك قبح تبذير و اهدار الطاقات، و عدم استثمارها في محلها، وادراكه لذلك لم يأت عن مشقة و بحث، بل الفطرة تتبعها التجارب، كانت كفيلة باتخاذه هذ الموقف.

خامسا: كانت فتاوى الفقهاء جلية و كاشفة عن حرمة تبذير الطاقات و تضييعها، لما لذلك الأمر من آثار سلبية على المستوى الإقتصادي للفرد و المجتمع، سواء في ذلك الطاقات المعنوية أو المادية.

سادسا: أخيرا فإن المواقف المعلنة من قبل القرآن الكريم و السنة الشريفة و العقل و فتاوى الفقهاء، اتجاه تبذير و اهدار الطاقات، يعطي انطباعا واضحا وصورة جلية، على تكاملية الدين الإسلامي، وأنه دين يوازن بين فطرة الإنسان و حاجياته الدنيوية من جهة، و رضا ربه و آخرته من جهه أخرى، فهو دين يراعي متطلباته المادية و المعنوية على حد سواء.